الإمارات تحتفل غداً بـ”يوم الأغذية العالمي”.. جهود في سبيل الأمن الغذائي والتغذية المستدامة

في السياق العالمي الذي يشهد تحديات متزايدة في مجال الأمن الغذائي، تتأهب دولة الإمارات العربية المتحدة للاحتفال غداً، الأحد 16 أكتوبر، بـ”يوم الأغذية العالمي”. هذا اليوم، الذي ينظمه منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO)، يُعد فرصة سنوية للتأكيد على أهمية الزراعة المستدامة، التغذية السليمة، والجهود الجماعية لمكافحة الجوع والفقر. وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز جوانب الاحتفال في الإمارات، بالإضافة إلى التزاماتها الوطنية في هذا المجال.

خلفية يوم الأغذية العالمي

أُقيم يوم الأغذية العالمي لأول مرة في عام 1981، وهو حدث عالمي يجمع الدول، المؤسسات، والأفراد حول قضايا الأغذية الرئيسية. يركز الاحتفال هذا العام على شعار “التغذية للجميع.. الزراعة المستدامة للأجيال المستقبلية”، مع التركيز على مواجهة تحديات تغير المناخ، فقدان التنوع البيولوجي، والتأثيرات السلبية على الإنتاج الزراعي. وفقاً لتقارير منظمة الأغذية والزراعة، يعاني أكثر من 828 مليون شخص من الجوع حول العالم، مما يتطلب جهودًا عاجلة لتعزيز الابتكارات الزراعية والتغذية الشاملة.

في الإمارات، يأتي الاحتفال بـ”يوم الأغذية العالمي” كجزء من التزام الحكومة بتعزيز الأمن الغذائي ضمن رؤية “الإمارات 2071″، التي تهدف إلى بناء أمة مستدامة ومبتكرة. ومع التحديات البيئية في المنطقة، مثل نقص الموارد المائية والأراضي الزراعية، تبذل الإمارات جهودًا مشرفة لتحويل الزراعة إلى قطاع حديث ومستدام.

كيف تحتفل الإمارات؟ فعاليات غداً ومبادرات وطنية

غداً، ستنظم الإمارات سلسلة من الفعاليات الرسمية والشعبية للاحتفال بيوم الأغذية العالمي، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة والهيئات المحلية مثل وزارة الزراعة والسياحة، ووزارة التغذية والصحة. من المقرر أن تشمل البرامج الرئيسية:

• ورش عمل ومعارض: سيتم تنظيم ورش تثقيفية في أبوظبي ودبي وغيرها من الإمارات، تتناول مواضيع مثل الزراعة المائية (الهيدروبونيكس) والزراعة الرأسية، التي تعتبر من أبرز الابتكارات في الدولة. كما ستعرض معارض للمنتجات الزراعية المحلية، مع التركيز على المنتجات العضوية والصديقة للبيئة.

• حملات توعية عامة: سيتم إطلاق حملات رقمية وإعلامية لتوعية الجمهور بالأهمية الغذائية، خاصة بين الشباب والأطفال. من بينها، برامج تعليمية في المدارس حول التغذية السليمة والحد من الهدر الغذائي، بالإضافة إلى شراكات مع شركات التكنولوجيا لعرض تطبيقات تكنولوجيا الزراعة الذكية.

• شراكات دولية: الإمارات تساهم في الاحتفال من خلال مشاركتها في الجهود العالمية، حيث أعلنت وزارة الزراعة عن شراكة مع FAO لدعم المبادرات الإقليمية، مثل مشروع “إنتاج غذائي مستدام” الذي يستهدف دول الخليج.

وتأتي هذه الفعاليات في ظل الجهود الوطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الزراعي. على سبيل المثال، أطلقت الإمارات مشاريع مثل “مزارع الضوء” في دبي، التي تستخدم تقنيات الإضاءة الاصطناعية لزراعة الخضروات في بيئة مغلقة، مما يقلل من الاعتماد على الواردات ويواجه تغير المناخ.

التزام الإمارات بالأمن الغذائي: إنجازات وتحديات

تحظى الإمارات بمكانة متقدمة في مجال الأغذية، حيث احتلت المرتبة الثالثة عالميًا في تقرير “الأمن الغذائي العالمي” لعام 2023. ومن بين الإنجازات البارزة:

• المبادرات الابتكارية: مثل مشروع “الزراعة الذكية” الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاج، بالإضافة إلى برامج محاربة الفاقة الغذائية في المناطق الريفية.

• التعاون الدولي: شاركت الإمارات في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغذية العالمية، حيث تعهدت بتوفير دعم مالي للبلدان النامية لتعزيز إنتاجها الزراعي.

مع ذلك، تواجه الدولة تحديات مثل نقص الموارد الطبيعية، لذا تركز على الحلول المبتكرة مثل استخدام المياه المعاد تدويرها والطاقة الشمسية في الزراعة. وفي ظل رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يُنظر إلى هذه الجهود كجزء من بناء مستقبل مستدام.

خاتمة: نحو عالم خالٍ من الجوع

مع اقتراب الاحتفال بـ”يوم الأغذية العالمي” غداً، يؤكد احتفال الإمارات على دورها الريادي في تحقيق الأمن الغذائي. ليس هذا اليوم مجرد مناسبة، بل دعوة للجميع للمشاركة في بناء نظام غذائي عادل ومستدام. ندعو الجماهير في الإمارات والعالم إلى الانضمام إلى الفعاليات، سواء عبر التواصل الاجتماعي أو المشاركة المباشرة، لنعمل معاً على تحقيق هدف “صفر جوع” بحلول عام 2030، كما حددته الأمم المتحدة.

في الختام، يمثل يوم الأغذية العالمي فرصة للتأمل في إنجازاتنا وتحدياتنا، ويبرز دور الإمارات كقدوة في الابتكار والتزام الاستدامة. فلنحتفل غداً بآمال مستقبل أفضل للجميع.