المندلاوي: النجف الأشرف.. عمود فقري لتاريخ وعصر العراق السياسي والاجتماعي والفكري

النجف الأشرف، كمحافظة تاريخية، تلعب دوراً حاسماً في تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي والفكري للعراق. في زيارة أجراها مؤخراً، أكد محسن المندلاوي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب ورئيس ائتلاف الأساس العراقي، على أن هذه المحافظة ليست مجرد منطقة جغرافية، بل هي ركيزة أساسية في تاريخ البلاد الحديث والمعاصر. خلال تلك الزيارة، التي شملت المشاركة في مهرجانات وتجمعات انتخابية، عبر المندلاوي عن التزامه بدعم المشاريع الخدمية والتنموية، مع الإشارة إلى أن هذا الدعم يأتي ليتناسب مع القدسية التاريخية والدينية للنجف. كما شدد على أهمية العمل المشترك مع سكان المحافظة لتحقيق تطلعاتهم، مما يعكس عمق الثقة بين أبناء النجف وبرامج الائتلاف الوطني.

أهمية النجف الأشرف في العراق

النجف الأشرف تجسد تراثاً ثرياً يمتد عبر العصور، حيث كانت وما زالت مركزاً للنقاشات الفكرية والدينية التي شكلت الهوية الوطنية العراقية. خلال زيارته، أكد المندلاوي أن محافظة النجف تمثل عموداً رئيسياً في السياق السياسي، الاجتماعي، والفكري، مضيفاً أن ائتلاف الأساس العراقي يضع أولوية كبرى لدعم البرامج التنموية التي تعزز من مكانتها. في الفعاليات التي شارك فيها، مثل المهرجانات الانتخابية، شهدت حضوراً واسعاً من رجال الدين والنخب الاجتماعية وشيوخ القبائل، مما يظهر مدى الارتباط الجماهيري بهذا المشروع الوطني. وفي حديثه، دعا المندلاوي المرشحين إلى العمل المخلص مع الأهالي، محثاً على تقديم برامج تلبي احتياجات اليومية وتعزز الواقع الخدمي، معتبراً أن هذا النهج يعكس الالتزام الحقيقي بقيم النجف كمركز ديني وثقافي.

بالإضافة إلى ذلك، استمع المندلاوي مباشرة إلى هموم المواطنين خلال جولاته في المحافظة، حيث تطرق إلى مشكلات يومية مثل الخدمات الأساسية والتحديات الاقتصادية، وتعهد بأن يكون صوتهم محط اهتمام رئيسي في عمله. هذا النهج يبرز كيف يمكن للنجف أن تكون نموذجاً للتغيير في العراق، من خلال تعزيز الشراكة بين القيادة السياسية والمجتمع المحلي. في السياق نفسه، شدد المندلاوي على أن قوة مشروع الائتلاف تأتي من إرادة الشعب وليس من الشعارات، مؤكداً أن المواطنين هم الأساس الحقيقي لأي تقدم. هذا التوجه يعكس رؤية شاملة ترمي إلى تعزيز الوحدة الوطنية من خلال استثمار في المناطق ذات الأهمية التاريخية مثل النجف.

دور النجف المقدسة في دعم التنمية

في جانب آخر من الزيارة، ركز المندلاوي على دعم القطاعات الحيوية في النجف، مثل الصحة والخدمات العامة، حيث زار مقر نقابة التمريض في المحافظة ولقي مديرها وأعضاءها. خلال هذا اللقاء، استمع إلى متطلباتهم واحتياجاتهم، وأعرب عن دعمه الكامل لجهودهم في تعزيز القطاع الصحي وتحسين حقوق الممرضين. من الواضح أن المندلاوي يرى في النجف المقدسة فرصة للنهوض بمستوى الحياة، من خلال توفير بيئة عمل أفضل ومعالجة التحديات التي تعيق تقدم النقابة. وعد بأن ينقل هذه المشكلات إلى الجهات المعنية ويتابع الإجراءات لسرعة حلها، مما يؤكد على أن التنمية في النجف ليست مجرد كلمات، بل خطط عملية ترتبط بالواقع اليومي للمواطنين.

هذا الالتزام يمتد إلى دعم المشاريع الخدمية الأخرى، حيث يرى المندلاوي أن تاريخ النجف يفرض مسؤولية كبيرة في تعزيز البنية التحتية والتعليم والخدمات الاجتماعية. من خلال هذه الجهود، يسعى الائتلاف إلى تحويل النجف من مجرد وجهة دينية إلى نموذج متكامل للتنمية المستدامة في العراق. يتجلى ذلك في البرامج التي تهدف إلى تحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي، مع الاستفادة من تراثها الغني لجذب الاستثمارات وتعزيز الفرص الوظيفية. في نهاية المطاف، يمثل دور النجف المقدسة في هذا السياق نموذجاً للتعاون بين الحكومة والمجتمع، حيث يؤمن المندلاوي بأن الثقة المتبادلة هي المفتاح لتحقيق الرؤى الكبرى، مما يضمن أن يستمر النجف كعنصر أساسي في بناء مستقبل أفضل للعراق ككل. هذا النهج يعزز من دورها كمركز للإلهام، حيث يتم دمج التراث مع التحديث لخلق مجتمع مزدهر ومستقل.