قال الخبير العسكري نضال أبو زيد إن المقاومة في غزة قد تحولت التحديات إلى فرص، مستفيدة من الاشتباكات مع الميليشيات المرتبطة بالاحتلال. في هذا السياق، تمكنت من الحصول على أسلحة وذخائر وآليات عسكرية، مما يعزز قدرتها على الاستمرار في عملياتها الأمنية داخل القطاع. هذه الاستفادة تأتي رغم محاولات الاحتلال لإحداث أزمات أمنية من خلال ترك جيوب من هذه الميليشيات، كما أشار أبو زيد في حديثه.
المقاومة تستفيد من القتال وتكتسب أسلحة
في التفاصيل، أكد أبو زيد أن تصفية معظم عناصر هذه الميليشيات سمحت للمقاومة بالوصول إلى موارد عسكرية قيمة، وهو ما يفسر الضغط المتزايد من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لنزع سلاحها. وفقاً لما ذكره، فإن تصاعد خطاب ترامب يعكس مخاوف أكبر من تعزيز قدرات المقاومة. كما أوضح أن هناك تفسيرات متعددة لتصريحات ترامب حول اتصالات محتملة مع المقاومة؛ إما أن تكون هذه الاتصالات حقيقية، مما يشير إلى محاولات مباشرة للتعامل معها، أو أنها مجرد ادعاءات غير دقيقة تستهدف إثارة الضجة. في كل الحالات، يبرز ذلك الدور الاستراتيجي الذي تلعبه المقاومة في مواجهة التحديات.
بالإضافة إلى ذلك، شدد أبو زيد على أن المقاومة لا تقتصر فعاليتها على الجانب العسكري وحده، بل تتجاوزه إلى إدارة الوضع الأمني بشكل عام. فقد أشار إلى قدرتها على الوصول إلى مواقع حساسة، مثل جثامين قتلى الاحتلال، رغم الصعوبات اللوجستية التي يحاول الاحتلال استغلالها لعرقلة التقدم. هذه الصعوبات تشمل تحديات في التنقل والإمداد، إلا أنها لم تمنع المقاومة من مواصلة عملياتها، مما يؤكد على مرونتها وقدرتها على التكيف.
المدافعون يواجهون الصعوبات ويبنون قوتهم
مع ذلك، يظل الوضع معقداً، حيث يحاول الاحتلال استغلال أي فرصة لتعزيز تواجده أو عرقلة الجهود. المدافعون، كما يصفهم أبو زيد، لم يقتصروا على الدفاع عن أراضيهم بل حوّلوا الصراع إلى فرصة لتطوير قدراتهم، مستفيدين من الأخطاء الاستراتيجية للخصوم. هذا النهج يعكس رؤية أوسع للصراع، حيث تركز المقاومة على بناء قدراتها الدائمة من خلال الاستفادة من الموارد المتاحة.
في الختام، يبرز دور المقاومة كقوة مرنة قادرة على تجاوز التحديات، سواء من خلال الحصول على أسلحة جديدة أو مواجهة الضغوط الخارجية. هذه القدرات تجعلها عاملاً رئيسياً في المشهد الأمني، مع التركيز على الاستمرارية والتكيف. كما أن التصريحات الدولية، مثل تلك الخاصة بترامب، تعكس القلق المتزايد من هذه القدرات المتطورة. بالنظر إلى المستقبل، يبقى من المهم مراقبة كيفية تفاعل هذه العناصر لتشكيل نتائج الصراع. هذا التحول يؤكد أن المقاومة ليست مجرد رد فعل، بل استراتيجية مدروسة تهدف إلى تعزيز الموقف العام، مما يفتح أبواباً لتطورات جديدة في المنطقة. بالفعل، يمكن القول إن هذه الاستفادة من القتال تعزز دورها كحارس للأمن المحلي، رغم التحديات المستمرة.
تعليقات