أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خلال لقائه مع مجموعة من الفنانين العراقيين، على دور الفنون في تعزيز هوية البلاد وتسليط الضوء على إنجازات أبناء العراق. هذا اللقاء، الذي جاء في سياق مهرجان “هنا العراق” المقام في بغداد للاحتفال بالعيد الوطني، يبرز كيف يمكن للفنون أن تكون أداة فعالة في توثيق التاريخ والثقافة، مما يعكس جانباً إيجابياً للعراق أمام العالم. في ظل التحديات التي واجهها البلاد، يرى السوداني أن الاستثمار في هذا المجال ليس مجرد دعم ثقافي، بل هو خطوة أساسية لتعزيز الروح الوطنية وإلهام الأجيال الجديدة.
استثمار الفنون لصورة العراق الإيجابية
في هذا السياق، يبرز السوداني أهمية استثمار الفنون كوسيلة لإعادة رسم صورة العراق الحقيقية، حيث يمكن للفنانين أن يوثقوا بطولات الأفراد والجماعات التي ساهمت في بناء البلاد. الفنون، سواء كانت موسيقية أو تشكيلية أو أدبية، تمثل مرآة تعكس التراث الغني للعراق، وتساعد في زرع قيم الإصرار والعزيمة بين المواطنين. خلال اللقاء، أشاد السوداني بالفنانين العراقيين الذين لعبوا دوراً بارزاً في المجتمع، معتبراً إياهم صوتاً للوعي الجماعي ووسيلة لتشكيل الرأي العام. هذا النهج يعزز من دور الفن كقوة ناعمة، قادرة على مواجهة التحديات السابقة التي فرضها النظام الدكتاتوري، حيث كان الفنانون يتعرضون للقمع والترهيب، مقابل الحرية التي يتمتع بها الوسط الفني اليوم في ظل النظام الديمقراطي.
دعم الفنون لتوثيق الإرث الوطني
يستمر السوداني في التأكيد على أن دعم الفنون يجب أن يأخذ أشكالاً متنوعة، مثل تنظيم المهرجانات الثقافية وتقديم الدعم المالي للفنانين، لتعزيز قدرتهم على التعبير عن البطولات التاريخية للعراقيين. على سبيل المثال، خلال الحقبة الدكتاتورية، كان الفن مضطهداً، مما أدى إلى إخماد الكثير من الأصوات الإبداعية، بينما اليوم يفتح النظام الديمقراطي أبواباً واسعة للحرية التعبيرية. هذا التحول يمكن أن يساهم في تعزيز السياحة الثقافية وجذب الاستثمارات الدولية، حيث يصبح العراق نموذجاً للتنمية الثقافية في المنطقة. من جانب آخر، يرى الفنانون أنفسهم جزءاً من هذه الجهود، حيث يعملون على خلق أعمال فنية تبرز القصص البطولية للأبطال الذين وقفوا في وجه الظلم، مثل الكفاح ضد الدكتاتورية والحروب، مما يساعد في بناء جيل جديد يفخر بتاريخه.
في الختام، يؤكد السوداني أن الاستثمار في الفنون ليس ترفاً، بل ضرورة لتعزيز الوحدة الوطنية وتسجيل الإنجازات. هذا النهج يساهم في تشكيل رأي عام إيجابي، حيث يمكن للفن أن يروي قصص الشجاعة والإبداع، مما يعكس صورة حديثة للعراق كبلد نابض بالحياة الثقافية. بالإضافة إلى ذلك، يدعو إلى تعاون أوسع بين الحكومة والفنانين لتنفيذ برامج تدريبية وورش عمل، تساعد في اكتشاف مواهب جديدة ودعم الشباب في مجالات الفنون المختلفة. هذا التعاون سيكون خطوة حاسمة نحو بناء مجتمع أكثر إبداعاً ووعياً، حيث يصبح الفن جزءاً أساسياً من التنمية الشاملة. في نهاية المطاف، يمثل هذا التركيز على الفنون استثماراً في المستقبل، يعزز من الهوية الوطنية ويضمن أن تكون بطولات العراقيين محفوظة للأجيال القادمة، مما يجعل العراق قصة نجاح ثقافي على المستوى العالمي.
تعليقات