اتهامات متبادلة بين حماس وإسرائيل بخرق اتفاق الهدنة.. وإسرائيل تدرس إيقاف المساعدات الإنسانية لغزة!
واصلت الأزمة المتصاعدة بين حركة حماس وإسرائيل، حيث شهدت المفاوضات حول الهدنة تبادلاً للاتهامات المتبادلة بشأن الالتزام بالاتفاقات. في الأيام الأخيرة، أعلنت حماس عن مقتل خمسة فلسطينيين على يد قوات الاحتلال في منطقة الشجاعية، معتبرة ذلك انتهاكًا واضحًا للهدنة المعلنة. من جانبها، نفت إسرائيل هذه الاتهامات وردت بأن فشل تسليم جثامين الرهائن يمثل خرقًا خطيرًا للشروط المتفق عليها، مما أدى إلى تصعيد التوترات وإثارة مخاوف من انهيار الاتفاق بالكامل.
الهدنة في قطاع غزة تحت التهديد
في السياق نفسه، أكدت مصادر أمنية إسرائيلية أن تسليم حماس لرفات أربعة رهائن فقط، دون الباقين، يُعتبر خرقًا صارخًا وانتهاكًا واضحًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه. هذا الوضع دفع الجانب الإسرائيلي إلى دراسة خيارات الرد، بما في ذلك إغلاق معبر رفح ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كإجراء وقائي للضغط على حماس. وفقًا للمصادر ذاتها، فإن قرار حماس بتأجيل تسليم الجثامين المتبقية يرجع إلى صعوبات في تحديد أماكن الدفن، مما قد يستغرق أيامًا أو أسابيع، وهو أمر أثار غضبًا إسرائيليًا واسعًا.
علاوة على ذلك، اتهم المسؤولون الإسرائيليون حركة حماس بالتهرب من نقل معلومات حول أكثر من عشرة رهائن قتلوا خلال النزاع، معتبرين ذلك انتهاكًا خطيرًا يعيق جهود السلام. أما الجانب الآخر، فقد أوضح أن بعض الجثامين محاصرة تحت الأنقاض في غزة، مما يجعل عملية استعادتها معقدة وتحتاج إلى وقت إضافي. في هذا الصدد، أكدت المؤسسات الأمنية الإسرائيلية ضرورة اتخاذ إجراءات فورية، مثل وقف تدفق المساعدات عبر جميع المعابر، سواء الإسرائيلية أو تلك التي ترتبط بمصر، للضغط على حماس للالتزام بالاتفاق.
انتهاكات الاتفاق والتحديات الإنسانية
مع تزايد الاتهامات، أبرز المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر صعوبة عملية تسليم الرفات في ظل الحرب، واصفًا إياها بأنها “تحدٍ هائل” يتطلب جهودًا كبيرة للبحث عن الجثث وسط الدمار الواسع في غزة. وفقًا له، قد يستغرق الأمر أسابيع، وربما يفشل تمامًا في بعض الحالات، مما يفاقم المأساة الإنسانية ويؤثر على العمليات الإغاثية. من ناحية أخرى، أكد منسق الأسرى في الحكومة الإسرائيلية، غال هيرش، التزام بلاده بالاستمرار في الضغط من خلال الوسائل المتاحة، بما في ذلك تصعيد الجهود الدبلوماسية والأمنية، لضمان إعادة جميع الجثامين وضبط الموقف.
وفي خلفية هذه التطورات، يبدو أن التوترات المتزايدة تهدد بإعادة اندلاع الصراع، حيث يتزامن ذلك مع مخاوف دولية من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. على سبيل المثال، أدى النزاع إلى تعطيل تدفق المساعدات الأساسية مثل الغذاء والدواء، مما يعرض السكان لخطر الجوع والمرض. من جهة حماس، فإن التركيز على الجوانب الأمنية يأتي كرد فعل لما تراه اعتداءات إسرائيلية متواصلة، بينما ترى إسرائيل أن مثل هذه الانتهاكات تعيق مسيرة السلام وتطيل معاناة العائلات المكلومة.
لقد أصبح من الواضح أن التمسك بالاتفاقات يتطلب جهودًا مشتركة، لكن الاتهامات المتبادلة تحول دون ذلك. في الوقت نفسه، يستمر الجانبان في تبادل الاتهامات، مما يعيق أي تقدم نحو حل دائم. على المستوى الدولي، تُردد دعوات للتوسط لتجنب تصعيد الوضع، إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى صعوبة ذلك. في نهاية المطاف، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية التوفيق بين المطالب الأمنية والإنسانية في ظل غياب الثقة المتبادلة، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم يتم التعامل معه بحكمة. هذه الديناميكية تدفعنا إلى التساؤل عما إذا كانت الهدنة مجرد وهم أم خطوة حقيقية نحو السلام.
تعليقات