عزل دولي يعزز على إسرائيل: إندونيسيا تحول دون مشاركتها في بطولة الجمباز العالمية وكولومبيا تمنح غزة دعمًا ذهبيًا

تزايد الضغط الدولي على إسرائيل، حيث تشهد العديد من الدول خطوات قاطعة للتعبير عن تضامنها مع غزة وسط الأزمة الإنسانية المتفاقمة. في الآونة الأخيرة، أصبحت إسرائيل محور انتقادات واسعة، مع قرارات مثل منعها من بعض المناسبات الدولية، وهو ما يعكس تحولاً في المواقف الدولية تجاه الصراع. هذه التطورات ليست محصورة في مجال واحد، بل تشمل الرياضة والمساعدات الإنسانية، مما يؤكد على تزايد العزلة التي تواجهها إسرائيل على الساحة العالمية.

عزل دولي لإسرائيل يتعزز مع قرارات دولية جديدة

في خطوة واضحة تجسد هذا العزل، أعلنت إندونيسيا رفض منح تأشيرات لفريق الجمباز الإسرائيلي، مما أدى إلى استبعاده من بطولة العالم للجمباز المقررة في البلاد. هذا القرار جاء بعد رفض حكومة جاكرتا السماح بدخول الرياضيين الإسرائيليين، معتبرة أن مشاركتهم قد يتعارض مع المبادئ الأخلاقية والسياسية التي تنتهجها البلاد حيال الصراع في غزة. في السياق نفسه، رفضت محكمة التحكيم الرياضي الدولية (TAS) الطعن المقدم من اتحاد الجمباز الإسرائيلي، مؤكدة على أن مثل هذه القرارات تتماشى مع اتفاقيات دولية وتعكس رفضاً عاماً لأي شكل من أشكال الدعم غير المباشر للتوترات الجارية. هذه الحادثة لم تكن حدثاً معزولاً، بل جاءت كجزء من سلسلة أحداث تشمل مظاهرات في أوروبا، حيث خرجت عدة مدن إيطالية في احتجاجات حاشدة ضد مشاركة منتخب إسرائيل في مباريات تصفيات كأس العالم 2026. المحتجون رفعوا شعارات تطالب بتعليق نشاط المنتخب الإسرائيلي، مستذكرين الإجراءات التي اتخذت ضد روسيا عقب غزو أوكرانيا، معتبرين أن مثل هذه الإجراءات ضرورية للحفاظ على المبادئ الرياضية كأداة للسلام وليس للتعزيز السياسي.

من جانب آخر، يبرز دعم كولومبيا كدليل إضافي على التغير الدولي، حيث أعلن الرئيس جوستافو بيترو خطته لإرسال كميات من الذهب المصادر من عمليات مكافحة المخدرات لتمويل الإغاثة الطبية في غزة. هذه الخطوة، التي تم التنسيق عليها مع الجيش الأمريكي لتسريع وصول المساعدات، تأتي بعد توقيع اتفاق شرم الشيخ الذي يهدف إلى تعزيز الجهود الإنسانية. هذا الدعم ليس مجرد مساعدة مالية، بل يمثل تضامناً سياسياً واضحاً مع الأطفال والمدنيين في غزة، الذين يواجهون تحديات صحية خطيرة بسبب النزاع. في أوروبا، لم تقتصر الاحتجاجات على إيطاليا، بل تفاعلت معها حملات في دول أخرى، حيث رأى العديد من النشطاء أن الرياضة يجب أن تكون منصة للدعوة إلى السلام، لا لتعزيز التوترات. هذه الحركات الجماهيرية تدل على نمو وعي عالمي بضرورة فرض ضغوط على الأطراف المعنية للالتزام بالقانون الدولي.

الإقصاء العالمي كخطوة نحو التغيير

مع استمرار هذه التطورات، يبدو أن العزل الدولي لإسرائيل يتجاوز الإجراءات الرسمية ليشمل دعماً شعبياً واسعاً لأهالي غزة. في كولومبيا، على سبيل المثال، تم التركيز على دعم الجهود الطبية، حيث يُقدر أن الكميات المرسلة من الذهب ستساهم في توفير أدوية أساسية للأطفال، مما يعزز من الجهود الإنسانية العالمية. هذا النهج يعكس كيف أصبحت المساعدات المباشرة جزءاً من استراتيجية أوسع للضغط على إسرائيل، خاصة في ظل الاتفاقيات الدولية التي تشدد على ضرورة الوصول إلى سلام دائم. في أوروبا، تتواصل المطالب بتعليق المشاركات الرياضية، مع دعوات لاتحادات رياضية دولية لاتخاذ مواقف مشابهة لتلك التي حدثت مع روسيا، مما يضيف طبقة أخرى من الضغط. هذه التحركات ليس لها تأثير قصير الأمد فقط، بل تشكل تمهيداً لنقاش أكبر حول دور المؤسسات الدولية في حل الصراعات، مع التركيز على أهمية التعاون الدولي لتعزيز السلام. في النهاية، هذه القرارات تعكس تحولاً في المشهد الدولي، حيث أصبحت الدعم لغزة ركيزة أساسية في بناء عالم أكثر عدالة، مع استمرار الجهود لإجبار جميع الأطراف على الالتزام بالقيم الإنسانية والقانونية.