نقابة المهن التمثيلية تتفاعل مع الجدل الدائر حول استخدام صور الفنانين الراحلين في كليب “من كان يا مكان”، وتعلن إصدار نسخة محدثة.
في عالم الفن المصري، تبرز أحيانًا قضايا تتعلق بالتراث والتقدير، حيث يعبر الفنانون عن احترامهم للأجيال السابقة. من بين تلك القضايا، أثار كليب أغنية “من كان يا مكان” جدلاً بين الأسر الفنية، مما دفع نقابة المهن التمثيلية إلى الإعلان عن موقفها الواضح.
بيان نقابة المهن التمثيلية حول التحية للفن المصري
أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانًا رسميًا يرد على الانتقادات التي وجهها أبناء بعض الفنانين الراحلين بخصوص ظهور صور آبائهم في كليب أغنية “من كان يا مكان”. في هذا البيان، أكدت النقابة أن الأغنية، التي قدمت في افتتاح مهرجان النقابة المسرحي، تمثل تحية رمزية للفن المصري ونجومه، وليس عملاً توثيقيًا يغطي جميع الرموز الفنية. وفقًا للنقابة، تكمن المسؤولية الفنية والتنفيذية للمحتوى في يدي الجهة المنتجة وكاتب الأغنية، مما يعني أن النقابة لم تشترك في اختيار الصور أو الأسماء المعروضة. كما أبرزت النقابة دور الفنان تامر حسني، الذي قدم الأغنية كدعم للفن والمسرح المصري دون أي مقابل مادي، مع التأكيد على أنه لم يتدخل في تفاصيل الكليب.
بالإضافة إلى ذلك، ثمنت النقابة المشاعر العاطفية لأبناء الفنانين الذين لم تظهر صور ذويهم في الكليب، مؤكدة أن جميع رموز الفن المصري يحظون بمكانة عالية في وجدانها. وفق البيان، تم اختيار الصور بناءً على اعتبارات فنية ورمزية، مع مراعاة قصر مدة الأغنية، لكن هذا لا يعني إغفال أي جهد فني. في خطوة إيجابية، كشفت النقابة عن خططها لإطلاق نسخة جديدة من الأغنية، والتي ستنقل إلى التلفزيون المصري قريبًا، حيث ستتضمن مشاهد إضافية تبرز المزيد من رموز الفن الراحلين. هذا التحديث يأتي تقديرًا لعطاءاتهم وإرثهم الثري في تاريخ الفن المصري. اختتمت النقابة بيانها بتأكيد دورها كمنصة لكل الفنانين وأسرهم، مركزة على رسالتها الفنية والإنسانية التي تعتمد على الاعتراف الكامل والوفاء التام لكل من ساهم في خدمة الفن المصري، دون أي تمييز أو إهمال.
الوفاء لإرث الفن المسرحي
يعكس هذا البيان التزام نقابة المهن التمثيلية بالحفاظ على إرث الفن المصري، حيث يبرز كيف يمكن للأعمال الفنية أن تكون جسراً بين الأجيال. في السنوات الأخيرة، شهد قطاع الفن انتقادات مشابهة حول كيفية التعامل مع التراث، مما يدفع المؤسسات الثقافية إلى إعادة النظر في استراتيجياتها. على سبيل المثال، الأغنية “من كان يا مكان” لم تكن مجرد عرضًا عابرًا، بل كانت فرصة للاحتفاء بالمبدعين الذين شكلوا هوية الفن المسرحي في مصر. النقابة، من خلال هذا الرد، تجسد قيمة التواصل مع الجمهور والفنانين، محاولة حل الخلافات من خلال الحوار والإضافات المستقبلية. هذا النهج يعزز من دورها كحارس للتراث الثقافي، حيث تتجاوز الجدل لتؤكد على أهمية التقديرات الجماعية في مجتمع الفن. في الختام، يظل الفن المصري مصدر إلهام مستمر، يجمع بين الذكريات والإبداعات الجديدة، مما يضمن استمرارية الرسالة الإنسانية التي يحملها.

تعليقات