ميلوني تخاطب أردوغان بنكتة: “قد أقتل أحداً إذا أقلعت عن التدخين!”

في سياق قمم السلام الدولية، غالبًا ما تبرز اللحظات الإنسانية بين القادة، حيث تتحول المناسبات الرسمية إلى فرص للحوارات الشخصية. واحدة من تلك اللحظات كانت خلال اجتماع جانبي في شرم الشيخ، حيث تبادلت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان آراء حول عادة يومية شائعة تجمع بين الكثيرين، لكنها تثير الجدل في الأوساط الصحية.

نصيحة أردوغان للإقلاع عن التدخين

خلال اللقاء الودي، أبدى أردوغان اهتمامًا صادقًا بصحة ميلوني، محاولًا إقناعها بالتخلي عن عادة التدخين. قال إنها تبدو رائعة وأن الإقلاع سيحسن من مظهرها وصحتها، مما أثار الضحك بين الحاضرين، بما في ذلك رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ردت ميلوني بطريقة مرحة، مشيرة إلى أن الإجبار على الإقلاع قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة، كأن تقوم بأمر قد يفاجئ الجميع. علق ماكرون على الفور بأن ذلك مستحيل، مما زاد من الجو الودي للمناسبة. هذه اللحظة لم تكن مجرد نكتة عابرة، بل تعكس كيف يمكن للقادة العالميين الجمع بين الجدية الدبلوماسية واللمسات الشخصية، خاصة أن ميلوني، وهي في الثامنة والأربعين من العمر، كشفت سابقًا في كتابها عن عودتها إلى التدخين بعد انقطاع طويل دام 13 عامًا. هذا الاعتراف يضيف طبقة إضافية للنقاش، حيث يتعلق الأمر بتحديات الإدمان وكيف يؤثر على حياة الأفراد، حتى أولئك الذين يقودون دولًا كبيرة.

ليس هذا الحديث مجرد تبادل كلمات عابر، بل يعكس اهتمامًا عالميًا متزايدًا بمكافحة التدخين كمشكلة صحية عامة. في السنوات الأخيرة، أصبحت حملات الوعي حول مخاطر التدخين أكثر انتشارًا، مع دعوات من منظمات صحية دولية للحد من انتشار هذه العادة. أردوغان نفسه يُعرف بموقفه الواضح ضد التدخين، حيث قاد حملات في تركيا للحد منه، مما يجعل نصيحته لميلوني جزءًا من جهوده الشخصية في هذا المجال. من ناحيتها، ميلوني تمثل جيلًا من السياسيين الذين يواجهون الضغوط اليومية، ويعترفون openly بتحدياتهم الشخصية، مما يجعلها أكثر قربًا من الناس العاديين.

التعاطي بالسجائر في أوساط القادة

مع ذلك، لم يقتصر الأمر على أردوغان وحده في الإشادة بميلوني، فالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصفها بالجميلة والجذابة، معتبرًا أن ذلك تعبير شخصي رغم عدم حقه في قوله. هذا النوع من التعليقات يفتح بابًا لمناقشة كيفية تعامل القادة مع الجوانب الشخصية في السياقات الدبلوماسية، حيث يختلط الأمر الرسمي بالشخصي. في الصورة الجماعية للقمة، التي جمعت نحو 30 قائدًا عالميًا، كانت ميلوني الوحيدة بين النساء، مما يبرز دور المرأة في السياسة العالمية وكيف أصبحت رمزًا للتمكين في هذا المجال. هذا الوضع يعيد إلى الأذهان كيف تتطور الأدوار الجندرية في القيادة، وكيف يمكن لقضايا مثل التعاطي بالسجائر أن تكون نقطة انطلاق لمناقشات أوسع حول الصحة والتوازن الشخصي.

بالإضافة إلى ذلك، يذكرنا هذا الحدث بأهمية التوازن بين الحياة المهنية والصحة الشخصية، خاصة في عالم السياسة حيث يواجه القادة ضغوطًا هائلة. التدخين، كعادة، ليس مشكلة فردية فقط بل يمتد تأثيرها إلى المستوى الاجتماعي والاقتصادي، حيث تكلف الدول ملايين الدولارات سنويًا في مجال الرعاية الصحية. في الختام، تبقى هذه اللحظة دليلاً على أن الدبلوماسية ليست فقط عن الاتفاقيات والسياسات، بل عن الروابط البشرية التي تجمع الناس، حتى في أعلى المستويات.