إنجاز سينمائي فلسطيني بارز: فيلم “فلسطين 36” يتنافس على جوائز الفيلم الأوروبي!

في عالم السينما الدولية، يبرز فيلم “فلسطين 36” كعلامة فارقة، حيث تم اختياره ضمن قائمة مختصرة تضم 44 عملاً سينمائياً للمنافسة على جوائز الفيلم الأوروبي الـ38. هذا الإنجاز يعكس التقدير الدولي للقصة التاريخية التي يرويها الفيلم، والتي تركز على الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني في عام 1936، مع إبراز الدعوة للاستقلال. من إخراج آن ماري جاسر، يمثل هذا العمل خطوة كبيرة للسينما الفلسطينية، خاصة بعد عرضه الناجح في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، حيث حظي بتفاعل جماهيري كبير.

فيلم فلسطين 36 يترشح للتكريم الأوروبي

يعد اختيار فيلم “فلسطين 36” للقائمة القصيرة لجوائز الفيلم الأوروبي إنجازاً بارزاً، يفتح أبواباً جديدة للسينما الفلسطينية على المسرح الدولي. الفيلم، الذي أنتج بشراكة دولية، سيُمثل فلسطين في فئة “الفيلم الدولي الطويل” في حفل الأوسكار الـ98 المقرر في 2026. هذا الانتخاب جاء بعد أن لفت انتباهاً واسعاً من خلال عرضه الأول في الدورة الـ50 لمهرجان تورونتو السينمائي، حيث استمر تصفيق الجمهور لأكثر من 10 دقائق، مع هتافات داعمة للقضية الفلسطينية. الفيلم، الذي يجسد دراما تاريخية مشوقة، يتناول الأحداث المليئة بالتحديات خلال الثورة ضد الحكم البريطاني، ويقدم صورة حية عن النضال من أجل الحرية. تعزز هذه القصة الإنتاج الدولي المشترك، حيث تتولى شركة “MAD Distribution” مهمة توزيعه في العالم العربي، مما يعزز من انتشار الرواية الفلسطينية عالمياً.

الفيلم يضم فريق ممثلين متميزين، بقيادة النجم البريطاني جيرمي آيرونز، الحاصل على جائزة الأوسكار، إلى جانب الممثلين الفلسطينيين هيام عباس وكامل الباشا وصالح بكري وياسمين المصري، بالإضافة إلى السوري جلال الطويل والتونسي ظافر العابدين، وعدد كبير آخر من الفنانين. هذا الاختلاط الثقافي يعكس التنوع الذي يسعى إليه الفيلم في نقل رسالته. من ناحية الإجراءات، اعتمدت “الأكاديمية الأوروبية للأفلام” معايير محددة لاختيار القائمة المختصرة، تركز على التنوع والشمول، مما يجعل هذا الترشيح شهادة على جودة العمل. في الخطوات التالية، سيقوم أكثر من 5400 عضو في الأكاديمية بمشاهدة الأفلام المرشحة وإجراء التصويت، ليتم الإعلان عن القائمة النهائية في 18 نوفمبر 2025، خلال فعاليات مهرجان إشبيلية السينمائي الأوروبي. ثم، سينتهي السباق في حفل توزيع الجوائز في 17 يناير 2026 في برلين، حيث يُكرم أبرز الإنجازات السينمائية الأوروبية.

الانتصارات العالمية للسينما الفلسطينية

يعكس فيلم “فلسطين 36” سلسلة من النجاحات التي حققتها السينما الفلسطينية في المحافل الدولية، مما يؤكد على دورها في تعزيز الوعي بالقضايا الإنسانية. منذ عرضه في تورونتو، حيث لاقى استحساناً واسعاً، إلى ترشيحه لجوائز الفيلم الأوروبي، يظهر هذا العمل كقصة نجاح تتجاوز الحدود. الفيلم ليس مجرد عمل درامي، بل هو رد فعل فني للتاريخ، يستكشف الصراعات الاجتماعية والسياسية من خلال أداء ممثلين محترفين يجسدون الشخصيات بإحساس عميق. هذا التركيز على التنوع في القصة والإنتاج يعزز من قيمة الفيلم كجسر ثقافي، خاصة في ظل المنافسة الشديدة في الساحة السينمائية. مع استمرار التقدم نحو حفلات التكريم في 2026، يبقى فيلم “فلسطين 36” رمزاً للإصرار الفلسطيني، مشاركاً في رسم صورة أكثر شمولاً للسينما العالمية. هذه الإنجازات تفتح الباب لأعمال فنية أخرى من المنطقة، مما يعزز دور الفن في تعزيز التواصل بين الشعوب. بشكل عام، يمثل هذا الفيلم خطوة متقدمة نحو الاعتراف الدولي بالسرديات التاريخية، ويؤكد أهمية التنوع في صناعة الأفلام.