سفينة صينية تحقق إنجازاً تاريخياً بإكمال أول رحلة مباشرة من الصين إلى أوروبا عبر الممر الشمالي الروسي.

حققت الصين وروسيا تقدماً تاريخياً من خلال وصول سفينة الحاويات الصينية “إسطنبول بريدج” إلى ميناء فيليكستو البريطاني، مما يُعد خطوة رائدة في تحقيق ربط أسرع بين آسيا وأوروبا عبر طرق جديدة.

إنجاز الممر الشمالي البحري الروسي

تمثل هذه الرحلة نقلة نوعية في مجال الشحن الدولي، حيث استغرقت السفينة 20 يوماً فقط لعبور الممر الشمالي البحري، مقارنة بالـ40 يوماً المعتادة عبر قناة السويس. يمتد هذا الممر على طول الساحل الشمالي الروسي في المحيط المتجمد الشمالي، مما يجعله الخيار الأقصر والأكثر كفاءة بين القارتين الآسيوية والأوروبية. انطلقت السفينة من ميناء نينكبو في الصين في 23 سبتمبر، ودخلت الممر في الأول من أكتوبر، قبل أن تصل إلى ميناء فيليكستو وتتابع رحلتها نحو وجهات أوروبية أخرى، بما في ذلك سانت بطرسبرغ. هذا الإنجاز يعود جزئياً إلى دعم شركة روساتوم الروسية، التي أدارت الرحلة بكفاءة عالية، مع التركيز على تطوير الممر كممر لوجستي مستدام. وفقاً للشركة، سيمكن هذا الطريق من تقليل وقت الشحن وانبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 50%، حيث حملت السفينة بطاريات وبضائع استهلاكية متنوعة. في سياق التعاون المتزايد بين روسيا والصين، تم توقيع خطة عمل لتطوير النقل البحري، مع هدف إنشاء خطوط حاويات منتظمة. في عام 2024، سجل الممر نقل قياسي بلغ 37.9 مليون طن، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 100 مليون طن بحلول 2030، مما يعزز من التجارة العالمية ويفتح آفاقاً جديدة للتبادل الاقتصادي.

الطريق البحري القطبي كبديل مستدام

يعكس هذا الممر الشمالي البحري تحولاً في سلسلة الإمداد العالمية، خاصة مع تأثير التغير المناخي الذي أدى إلى ذوبان الجليد، مما يقلل المسافات ويحسن الكفاءة البيئية. ومع ذلك، يثير استخدامه تساؤلات حول الاستدامة طويلة الأمد، حيث أكدت منظمات مثل غرينبيس أن زيادة حركة الشحن قد تعجل ذوبان الجليد القطبي، مما يفاقم التغير المناخي. من جانب آخر، رفضت شركات الشحن الغربية الكبرى استخدام هذا الطريق بسبب المخاطر البيئية والاعتبارات الجيوسياسية، خاصة في ظل العقوبات الدولية على روسيا. رغم هذه التحديات، يظل الممر فرصة لتعزيز الروابط الاقتصادية بين الشرق والغرب، مع التركيز على تطوير تقنيات صديقة للبيئة للحد من التأثيرات السلبية. يتيح هذا الطريق البديل خيارات أكثر تنوعاً للتجارة، حيث يمكن أن يساهم في تنويع مسارات الشحن العالمية وتقليل الاعتماد على الطرق التقليدية. في الختام، يمثل هذا الإنجاز دليلاً على الابتكار في مواجهة التحديات العالمية، مع ضرورة التوازن بين النمو الاقتصادي والحماية البيئية لضمان مستقبل أكثر استدامة للشحن الدولي.