59% من الشركات الإماراتية تتبنى الذكاء الاصطناعي في عملياتها الرئيسية

59% من الشركات في الإمارات أدخلت الذكاء الاصطناعي في عملياتها الرئيسية

في عصر التطور التكنولوجي السريع، تحتل الإمارات العربية المتحدة مكانة بارزة كمركز رائد للابتكار. وفقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن منظمة بحثية دولية مثل “مؤسسة بحث السوق العالمية” (GfK)، فإن 59% من الشركات في الإمارات أدخلت الذكاء الاصطناعي في عملياتها الرئيسية. هذه النسبة العالية تعكس التزام الإمارات باتباع رؤيتها الاستراتيجية نحو التحول الرقمي، مثل مبادرة “دبي الذكية” وبرنامج “رؤية الإمارات 2031″، الذي يهدف إلى جعل البلاد قائدة في مجال التكنولوجيا.

لماذا يتبنى الذكاء الاصطناعي الشركات في الإمارات؟

يعزى ارتفاع نسبة اعتماد الذكاء الاصطناعي إلى الفوائد الاقتصادية والتشغيلية الهائلة التي يوفرها. في السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف. على سبيل المثال، يساعد في تحليل كم هائل من البيانات لاتخاذ قرارات أفضل، مما يعزز الإنتاجية ويحسن تجربة العملاء. في قطاع الرعاية الصحية، استخدمت شركات مثل “Cleveland Clinic Abu Dhabi” الذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض بدقة أعلى، مما قلل من وقت الانتظار للمرضى. أما في القطاع المصرفي، فقد اعتمدت بنوك مثل “مصرف أبوظبي الإسلامي” على الذكاء الاصطناعي لتحليل السلوك المالي ومنع الاحتيال، مما أدى إلى زيادة الثقة بين العملاء.

كما أن الإمارات توفر بيئة داعمة للتكنولوجيا، مع توفير الحكومة حوافز مالية وبرامج تدريبية للشركات. يُعتبر الذكاء الاصطناعي مفتاحًا لتحقيق التنويع الاقتصادي، خاصة بعد أن أصبحت الإمارات واحدة من أكبر المستثمرين في هذا المجال في المنطقة. وفقًا لتقرير من المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، ارتفع استثمار الإمارات في الذكاء الاصطناعي بنسبة 40% خلال السنوات الثلاث الماضية، مما ساهم في دفع عجلة النمو.

التحديات والفرص المستقبلية

رغم التقدم، يواجه الأمر تحديات مثل نقص المهارات المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يحتاج الكثير من الشركات إلى تدريب موظفيها أو استيراد خبراء من الخارج. كما تثير مخاوف حول خصوصية البيانات وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة مع انتشار الهجمات الإلكترونية. ومع ذلك، فإن الحكومة الإماراتية تعمل على معالجة هذه القضايا من خلال قوانين جديدة، مثل قانون حماية البيانات في دبي، الذي يضمن استخدام التكنولوجيا بشكل آمن.

في المستقبل، من المتوقع أن ترتفع النسبة إلى أكثر من 70% بحلول عام 2025، مع توسع الذكاء الاصطناعي في قطاعات جديدة مثل التعليم والزراعة الذكية. على سبيل المثال، شركات مثل “G42” في أبوظبي، التي تركز على الذكاء الاصطناعي، تساهم في تطوير تطبيقات تعليمية تعزز التعلم عن بعد. هذا التطور لن يحسن فقط الأداء التشغيلي للشركات، بل سيعزز الاقتصاد الإماراتي ككل، محولاً إياه إلى مركز عالمي للابتكار.

خاتمة: خطوة نحو مستقبل أفضل

يُعد انتشار الذكاء الاصطناعي في 59% من الشركات الإماراتية دليلاً على التزام البلاد بالتغيير الإيجابي. هذا الاتجاه ليس مجرد رقمنة، بل هو استثمار في المستقبل، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل مشكلات اجتماعية واقتصادية كبيرة. مع استمرار الدعم الحكومي والابتكار، من المؤكد أن الإمارات ستظل في طليعة الدول الرائدة في هذا المجال، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو المستدام.