في أجواء مشحونة سياسياً وعاطفياً، يواجه المنتخب الإيطالي تحديات غير مسبوقة قبل مواجهة إسرائيل في تصفيات كأس العالم 2026. التوتر يتجاوز حدود الملعب، حيث تشهد الشوارع الإيطالية موجات من الاحتجاجات ضد مشاركة الفريق الإسرائيلي، مما يحول الحدث الرياضي إلى نقاش عام حول القضايا الإنسانية والسياسية.
التوتر في مباراة إيطاليا وإسرائيل
بات واضحاً أن هذه المباراة، المقررة في مدينة أوديني، ليست مجرد لقاء كروي، بل تعكس الانقسامات داخل إيطاليا وأوروبا بأكملها. المنتخب الإيطالي، بقيادة نجوم مثل جيانلويجي دوناروما، يسعى للحفاظ على موقعه الثاني في المجموعة التاسعة برصيد 12 نقطة، لكن الضغوط الخارجية تجعل التركيز صعباً. في الشوارع، خرجت مظاهرات حاشدة في روما وغيرها، مطالبة بتجميد نشاط المنتخب الإسرائيلي، مستذكرة قرارات سابقة بحظر روسيا. الإجراءات الأمنية في أوديني تفرض حالة تأهب كاملة، مع انتشار قوات أمنية كثيفة وإغلاق مناطق حول الملعب، رغم اتفاق وقف إطلاق نار في غزة.
اللقاء الرياضي المليء بالتحديات
مع اقتراب ساعة الصفر، يتردد الجماهير بين الرغبة في حضور المباراة والشعور بالضغط الأخلاقي. صحف إيطالية تذكر أن عدد المتظاهرين قد يتجاوز الحضور في الملعب، الذي يتسع لـ25 ألف شخص لكنه لن يشهد سوى تسعة آلاف تقريباً. مدرب إيطاليا، جينارو غاتوزو، أكد احترام الحق في الاحتجاج السلمي، مؤكداً أن الكرة يجب أن تكون جسراً للتواصل لا جداراً للصراعات. في المقابل، يناقش الاتحاد الأوروبي لكرة القدم خيارات تعليق إسرائيل، بينما يدعو عمدة أوديني إلى تأجيل الحدث للحفاظ على قيم الرياضة. في النهاية، يبدو أن الأنظار موجهة أكثر لما يحدث خارج الملعب، حيث تحول لقاء عادي إلى محك للضمير العالمي وسؤال كبير: هل يمكن ممارسة الرياضة وسط ظلال الحروب؟

تعليقات