حلمى طولان، مدرب منتخب مصر للمحليين وأحد أعضاء اللجنة الفنية في اتحاد الكرة، أعرب عن سعادته البالغة بتأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه. في تصريحاته التلفزيونية، أكد أن هذا الإنجاز يستحق احتفالاً كبيراً يعزز الروابط بين الجماهير المصرية والفريق، مشدداً على أهمية أن يشعر الجمهور بالانتماء والفرحة، كما حدث خلال الاحتفاليات الأخيرة التي عكست حماس الشعب. يرى طولان أن مثل هذه اللحظات العظيمة، كما يحدث في أوروبا حيث يشارك الجميع في الاحتفالات مع أسرهم، يجب أن تكون دافعاً لتعزيز دعم الجمهور لكل المنتخبات الوطنية، فهو جزء أساسي من هوية البلد وروحه الرياضية.
حلمى طولان يدعو لتعزيز دعم الجماهير
في خضم هذا الإنجاز، يؤكد حلمى طولان ضرورة زيادة عدد الجماهير في الملاعب، معتبراً أن المباريات بدون حضور جماهيري كبير تفقد بريقها، مثل مسرح خالٍ من الجمهور. يقول إن السماح بدخول أعداد أكبر من المتابعين سيعيد الحيوية إلى المنتخبات، مشدداً على أن هذا الدعم الشعبي يمثل عنصراً طبيعياً وأساسياً لنجاح الرياضة في مصر. ومن جانبه، يعود طولان إلى تجاربه الشخصية، حيث كان مع المدرب كيروش في البرتغال، وشاهد هناك كيف يتم الاهتمام باللاعبين منذ سن مبكرة، مع اختيار مدربين بعقول استراتيجية تساعد في تأسيس اللاعبين بشكل صحيح. في رأيه، مرحلة البناء الأولى للاعبي كرة القدم هي الأصعب والأهم، ويجب أن تركز على الأندية بدلاً من المنتخبات في سن الطفولة، لضمان خروج جيل مميز يرفع من مستوى الكرة المصرية.
بالإضافة إلى ذلك، يناقش طولان تحديات النظام التدريبي، مشيراً إلى أن اللاعبين يحتاجون إلى تمرينات مدروسة ومبنية على أسس قوية، خاصة أن مرحلة الطفولة هي الأساس لتطوير المهارات. يرى أن اختيار المدربين ذوي الخبرة والفكر المتقدم يمكن أن يغير مسار الكرة في مصر، من خلال التركيز على التأسيس السليم لكل لاعب. ومع ذلك، يشير إلى نقطة ضعف كبيرة في المنظومة، وهي غياب الدورات التدريبية الفعالة، حيث لا يوجد نظام يفرق بين النجاح والفشل في الاختبارات، مما يؤثر سلباً على الأجيال اللاحقة. هذا الخلل، حسب رأيه، يحتاج إلى تصحيح عاجل، مع إجراء إضافات على البرامج التدريبية للحصول على رخص تدريبية أفضل في المستقبل. يرى طولان أن هذه الخطوات ستساعد في بناء فريق قوي يمثل مصر بكل فخر في كأس العالم، ويعزز ثقافة الرياضة داخل المجتمع.
تطوير الكرة المصرية نحو مستقبل أفضل
بالعودة إلى أهمية التأهل، يؤمن حلمى طولان بأن هذه الفرصة الكبيرة يجب أن تكون بداية لمرحلة جديدة في الكرة المصرية، حيث يتم دمج اللاعبين من مختلف الأعمار في نظام متكامل. في البرتغال، على سبيل المثال، لاحظ كيف يبدأ الاهتمام باللاعب من الطفولة المبكرة، مع تدريبات تخدم نموه الشخصي والمهاري، وهو ما يفتقده النظام في مصر الآن. يدعو إلى ضرورة اختيار مدربين يتمتعون بفكر إبداعي وخبرة واسعة لقيادة هذه العملية، خاصة في الأكاديميات والأندية، لأن التركيز على مرحلة الطفولة يضمن جيلاً قادراً على المنافسة دولياً. كما يؤكد على أن الدورات التدريبية للمدربين نفسها تحتاج إلى تحسين، مع تطبيق اختبارات حقيقية تفصل بين الجيد والرديء، لتجنب تأثير السلبيات على المستقبل. في الختام، يرى طولان أن تعزيز دور الجماهير والاستثمار في التعليم الرياضي سيحول كرة القدم المصرية إلى قوة عالمية، مع الاحتفاظ بروح الفرحة والانتماء التي أظهرتها الجماهير مؤخراً. هذا النهج الشامل سيضمن أن يستمر المنتخب في تحقيق إنجازات أكبر، ويجعل كأس العالم حدثاً يجمعهم جميعاً كأمة واحدة.
تعليقات