في عالم الرياضة العربية، يبرز اهتمام واسع بمباريات تصفيات كأس العالم، حيث تثير مثل هذه المنافسات حماسًا شعبيًا كبيرًا. مع اقتراب مواجهة السعودية والعراق، أثير نقاش حول دور الدعاية والتحفيز في تعزيز الروح الجماهيرية.
المرصد الرياضية يناقش تساؤلات الناقد محمد أبوهداية
منذ طرح الناقد الرياضي محمد أبوهداية سؤاله عبر حسابه الرسمي على منصة إكس، أصبحت المباراة بين السعودية والعراق في تصفيات كأس العالم موضوعًا ساخنًا. يصف أبوهداية هذه المواجهة بأنها “مباراة مصيرية وهامة للغاية”، حيث يسعى المنتخب السعودي للتأهل للبطولة للمرة السابعة في تاريخه. ومع ذلك، يعرب عن خيبة أمله الشديدة من عدم رؤيته أي جهود دعائية ظاهرة في الشوارع الرئيسية. على سبيل المثال، لم يلاحظ أي شركات أو مؤسسات ترفع لافتات ترويجية أو تستخدم شاشات كبيرة على الجسور لتحفيز الجماهير والتعبير عن الدعم. هذا الغياب يثير علامات استفهام حول سبب توقف هذه الإجراءات في حدث يحمل أهمية قصوى للرياضة الوطنية.
المراقب الرياضي يستعرض غياب الدعم الجماهيري
في سياق أوسع، يمكن اعتبار هذا النقص في الدعاية انعكاسًا لتحديات أكبر تواجه المنافسات الرياضية في المنطقة. عادةً، ما تكون المباريات الكبرى محاطة بحملات إعلامية واسعة النطاق، تشمل إعلانات تلفزيونية، حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى أنشطة ثقافية في الشوارع لجذب الجمهور. ولكن في هذه الحالة، يبدو أن هناك فجوة واضحة بين أهمية الحدث وردود الفعل الرسمية أو الخاصة. ربما يعود ذلك إلى ضغوط اقتصادية أو تنظيمية، حيث قد تكون الشركات مترددة في استثمار موارد في الدعاية بسبب الظروف الاقتصادية الحالية، أو ربما لعدم تنسيق كافٍ بين الجهات المعنية. على سبيل المثال، في مباريات سابقة مثل تلك التي شهدتها تصفيات كأس العالم السابقة، كانت الشوارع مزينة بأعلام وشعارات، مما عزز من الروح الوطنية وأدى إلى زيادة التأييد الشعبي. هذا الغياب المفاجئ يدفعنا للتساؤل عن فعالية الاستراتيجيات الترويجية في تعزيز الرياضة كقوة وطنية موحدة.
من جانب آخر، يمكن أن يكون هذا التساؤل من أبوهداية دعوة لإعادة النظر في كيفية دعم المنتخبات الرياضية. ففي عصر الرقمنة، حيث يسيطر وسائل التواصل الاجتماعي، قد تكون هناك حاجة للانتقال من الدعاية التقليدية إلى حملات رقمية أكثر تفاعلية، مثل التحديات عبر الإنترنت أو الفيديوهات الترويجية التي تشجع المشجعين على المشاركة. هذا التحول يمكن أن يساعد في تعزيز الوعي دون الحاجة إلى موارد مادية كبيرة. على سبيل المثال، في أوروبا، نرى كيف تُدار حملات الدعم من خلال تطبيقات الهواتف الذكية، مما يجعل الجماهير جزءًا أكبر من العملية. في السعودية، يمكن استلهام ذلك لجعل المنافسات أكثر جاذبية.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد أبوهداية على أهمية هذه المباراة في سياق تاريخي، حيث إن التأهل لكأس العالم يمثل إنجازًا يعزز مكانة البلد عالميًا. ومع ذلك، فإن غياب الدعم الجماهيري قد يؤثر سلبًا على معنويات الفريق، كما أشار بعض الخبراء الرياضيين. في الواقع، الدعاية ليست مجرد أداة تسويقية، بل هي جزء أساسي من بناء الثقافة الرياضية، حيث تخلق جوًا من التشويق والولاء. لذا، من الضروري أن تنخرط الجهات الحكومية والقطاع الخاص في مثل هذه الجهود لضمان نجاح المنتخبات. في الختام، يدفعنا هذا التساؤل إلى التفكير في كيفية تعزيز الروابط بين الرياضة والمجتمع، ليس فقط في هذه المباراة بل في جميع الأحداث الرياضية المستقبلية، لنبني جيلًا من المشجعين الملتزمين والفاعلين.

تعليقات