مصر.. عمود السلام ومناصرة القضية الفلسطينية منذ 1948

مصر: دعامة السلام والحماية للقضية الفلسطينية منذ 1948

في ظل الظروف الإقليمية المتوترة، والتي تشهد تطورات دقيقة عقب عامين من النزاع على قطاع غزة، تبرز مصر كقوة رئيسية في سعيها لتعزيز الاستقرار ومنع التوسع. هذا الدور يعكس التزامها التاريخي الثابت تجاه القضية الفلسطينية، حيث كانت دائمًا في طليعة الجهود الدبلوماسية والإنسانية. على مدار السنوات الثلاث الماضية، عملت القاهرة بكفاءة كمحرك أساسي للتهدئة، مفتوحة القنوات مع جميع الأطراف المعنية، ونجحت في التوصل إلى اتفاقيات هدنة وإيقاف إطلاق النار. هذا الالتزام يمتد جذوره إلى عام 1948، حين كانت مصر في قلب النضال للدفاع عن فلسطين أثناء النكبة، حيث اندمجت تضحيات الجيش المصري مع المقاومة الفلسطينية في معارك مثل دير سنيد والفالوجا.

من خلال سلسلة الصراعات التاريخية، بدءًا من حرب 1967 مرورًا بنصر أكتوبر 1973، الذي شهد مشاركة قوات عربية وفلسطينية، ظلت مصر حليفًا أصيلًا في الجهاد العربي لاستعادة الأراضي والكرامة. بعد ذلك، تحولت المعركة إلى ساحة دبلوماسية، حيث مثلت مصر صوت فلسطين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مدافعة بشراسة عن حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية. خلال كل مراحل العدوان على غزة، كانت مصر أول من يتدخل، من خلال وساطات فعالة وفتح معبر رفح لتمرير الجرحى وإدخال المساعدات الإنسانية، مما جعلها شريان الحياة الأساسي للمنطقة رغم التحديات الأمنية والسياسية.

بالإضافة إلى ذلك، لعب الإعلام المصري دورًا حيويًا في نقل الحقائق مباشرة من قلب الأحداث وكشف انتهاكات الاحتلال، فيما ساهم الجانب الثقافي والتعليمي من خلال استضافة آلاف الطلاب الفلسطينيين في الجامعات والمدارس المصرية. هذا يؤكد أن دعم مصر للقضية ليس مجرد موقف سياسي، بل يشكل جزءًا من وعي الدولة والشعب نفسه. رغم الضغوط الخارجية والمحاولات للإجبار، أكدت مصر بوضوح أن “سيناء خط أحمر” وأن فلسطين تمثل قضية أمن قومي مصري جوهرية. اليوم، مع مرور الذكرى لاتفاقية شرم الشيخ، يتجدد التأكيد على أن السلام العادل لا يمكن تحقيقه إلا بالعدالة الحقيقية، وأن هذا يتطلب بالضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقرة ومستقلة.

الدور التاريخي لمصر في دعم فلسطين

يعود تأثير مصر في القضية الفلسطينية إلى جذورها العميقة في التاريخ الحديث، حيث كانت دائمًا ركيزة للنضال العربي منذ اللحظات الأولى للنزاع. في عام 1948، لم تكن مصر مجرد مشاركة عسكرية بل كانت جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. هذا الالتزام تجلى في مشاركتها في الحروب اللاحقة، مثل حرب 1967 التي كشفت عن استمرار التضحيات، وصولًا إلى انتصارات أكتوبر 1973، حيث تعاونت القوات المصرية مع المجاهدين العرب والفلسطينيين لاستعادة الكرامة والأرض. بعد هذه المعارك، انتقلت مصر إلى الجبهة الدبلوماسية، حيث أصبحت ناطقة باسم فلسطين في المنابر الدولية، مدافعة عن حلول عادلة تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني في السيادة.

في السنوات الأخيرة، تعزز مصر دورها كوسيط محايد وفعال، خاصة خلال الأزمات في غزة، حيث قدمت جهودًا متواصلة لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات. هذا الدعم لم يقتصر على الجانب السياسي أو العسكري؛ بل امتد إلى المجالات الثقافية والتعليمية، من خلال استضافة الطلاب والمثقفين الفلسطينيين، مما يعزز الروابط البشرية والثقافية بين الشعبين. كما أن الإعلام المصري لعب دورًا أساسيًا في فضح الانتهاكات ونقل الصورة الحقيقية للأحداث، مما يساهم في تشكيل الرأي العام الدولي. رغم التحديات، بما في ذلك الضغوط الخارجية، فإن موقف مصر يظل ثابتًا كقضية أمن قومي، حيث ترى في فلسطين جزءًا لا يتجزأ من أمنها واستقرارها. مع مرور السنوات، تتجدد التأكيدات على أهمية اتفاقيات السلام المبنية على العدالة، مثل تلك المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، كشرط أساسي لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.