فيديو يُزعم أنه يُظهر لحظة اعتقال ياسر أبو شباب بواسطة حماس.. هل هو حقيقي أم لا؟

دوران أخبار مزيفة حول اعتقال قائد ميليشيا في غزة

في الآونة الأخيرة، انتشر مقطع فيديو قصير على منصات التواصل الاجتماعي، يدعي أنه يوثق لحظة اعتقال ياسر أبو شباب، زعيم مجموعة مسلحة في جنوب غزة، حيث يقال إنه يشرف على مئات المنخرطين في “القوات الشعبية”. الفيديو، الذي حصد ملايين المشاهدات، يظهر مجموعة من الأفراد يسيرون بأحدهم في ممر مظلم، مصحوبًا بصوت يهدد وينذر بالعواقب. ومع ذلك، يظهر هذا المقطع في سياق خاطئ تمامًا، حيث لا يرتبط بأي حدث حديث أو حقيقي متعلق بأبو شباب، بل هو جزء من تسجيل أقدم نشر لأول مرة في يونيو الماضي، ويصف موقفًا مختلفًا تمامًا عن الادعاءات المنتشرة.

فيديو مضلل يثير الجدل في وسائل التواصل

هذا الفيديو الأصلي، البالغ مدته 56 ثانية، تم نشره أولاً على قنوات تليغرام مثل قناة “الصياد”، التي وصفته بأنه مشاهد لمعاقبة لصوص في مخيم الشاطئ. النسخة المختصرة المنتشرة حاليًا، التي تستمر 13 ثانية فقط، تم اقتطاعها من ذلك التسجيل القديم، وأعيد تداوله مع رواية خاطئة تزعم أنها تظهر عملية اعتقال لأبو شباب وعناصره. هذه الانتشارات الخاطئة تؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة، خاصة مع الاشتباكات الدائرة بين جماعات مسلحة في غزة منذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ياسر أبو شباب نفسه ظهر مؤخرًا في بث مباشر على فيسبوك، حيث يتجول بسيارته عبر نقاط تفتيش يبدو أنها تابعة له، مما يثبت أنه لم يتعرض لأي عملية اعتقال كما يدعي الروايات الزائفة. هذه الأحداث تبرز كيف يمكن للإعلام المضلل أن يشوه الحقائق ويعزز الصراعات.

في السياق الأوسع، برزت ميليشيا أبو شباب كقوة في غزة، خاصة بالقرب من أنقاض مطار رفح، حيث شاركت في حماية قوافل المساعدات الإنسانية. في مايو الماضي، أعلن أبو شباب أن مجموعته حمت 101 شاحنة لبرنامج الغذاء العالمي، مما أثار تساؤلات حول علاقاتها مع الأطراف الدولية. وفقًا لتقارير، نفى منظمون للمساعدات في غزة أي اتصال مباشر معه، بينما أكد سائقو الشاحنات دور قواته في توفير الحماية للقوافل. هذه الدورية تشمل توفير نحو 200 رجل مسلح للأمن، مما يعكس الواقع المعقد في المنطقة حيث تتداخل الجهود الإنسانية مع التوترات الأمنية.

تداول مقاطع خاطئة عن نشاطات ميليشيات غزة

بالإضافة إلى الفيديو المضلل، يواجه أبو شباب اتهامات بتلقي دعم من إسرائيل، حيث أقر مسؤولون إسرائيليون سابقًا بتزويده بأسلحة ضمن برنامج لمواجهة حركة حماس. ومع ذلك، ينفي أبو شباب هذه الرواية، مدعيًا أن أسلحتهم مبنية على موارد محلية بسيطة موروثة من الماضي. هذه الجدلية تعكس التعقيدات في الصراع، حيث يبرز دور المجموعات المحلية في موازنة التحديات اليومية مع النزاعات السياسية. على سبيل المثال، خلال الأشهر الأخيرة، أعادت ميليشيات مثل تلك التي يقودها أبو شباب الظهور عبر مقاطع فيديو باللغتين العربية والإنجليزية، محاولة الترويج لدورها في الحماية المحلية. هذا النشاط يأتي في وقت تشهد فيه غزة تصعيدًا في الاشتباكات الداخلية، مما يؤثر على تدفق المساعدات ويفاقم معاناة السكان.

في الختام، يظل انتشار الفيديوهات المضللة مصدر قلق كبير، حيث يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات وتشويه الصورة الحقيقية للأحداث على الأرض. من الضروري التحقق من المصادر قبل مشاركة أي محتوى، خاصة في سياق الصراعات الإقليمية التي تتجاوز الجوانب الأمنية لتشمل الجهود الإنسانية والاجتماعية. هذه القضية تنبه إلى أهمية الوعي الإعلامي في عصر التواصل الرقمي، حيث يمكن للأخبار الزائفة أن تغير مسار الأحداث بسرعة.