يواجه المدخنون والمستخدمون للسجائر الإلكترونية تحديات صحية خطيرة في ظل انتشار جائحة كورونا، حيث أكد الخبراء على زيادة المخاطر المرتبطة بالإصابة بأشكالها المستمرة. هذا الوضع يدفعنا لإعادة النظر في عاداتنا اليومية، خاصة مع تزايد حالات الإصابة بالسلالات الجديدة التي تؤثر على الجهاز التنفسي بشكل أكبر.
خطر كورونا طويل الأمد على المدخنين
أشار المتخصصون إلى أن المدخنين، سواء كانوا يستخدمون السجائر التقليدية أو الإلكترونية، يتعرضون لمخاطر مضاعفة عند الإصابة بفيروس كورونا، خاصة مع انتشار سلالات مثل “نيمبوس” و”ستراتوس” في بريطانيا. هذه السلالات الجديدة تتسبب في تفاقم الأعراض، حيث يؤدي التدخين إلى ضعف أنسجة الرئتين والأوعية الدموية. عند الإصابة، يصبح التعافي أكثر صعوبة، مما يؤدي إلى ظهور مضاعفات طويلة المدى مثل ضيق التنفس المزمن وشعور بالإرهاق الدائم الذي قد يستمر لأسابيع أو شهور. هذا الوضع يجعل الفئات الأكثر عرضة، بما في ذلك الشباب الأصحاء، معرضين لمخاطر إضافية تنبعث من تأثير التدخين على المناعة العامة للجسم.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل التدخين على تقليل كفاءة الرئتين في محاربة العدوى، حيث يُضعف القدرة على إصلاح الأضرار الناتجة عن الفيروس. هذا يعني أن الأفراد الذين يتعرضون للتدخين بانتظام قد يواجهون فترات طويلة من التعب والضعف، مما يؤثر على جودة حياتهم اليومية ويرفع من معدلات الإعاقة المستدامة. من المهم أيضًا النظر في الجوانب النفسية، حيث يزيد الخوف من الإصابة بكورونا طويل الأمد من مستويات التوتر لدى المدخنين، مما يدفع إلى ضرورة تبني عادات صحية أفضل لتقليل هذه المخاطر. لذا، يُنصح بمراقبة الأعراض بعناية والبحث عن الدعم الطبي في حالة الشك.
تأثيرات فيروس كورونا المزمن
يؤدي بخار السجائر الإلكترونية، المعروف بـ”الفيب”، إلى حدوث التهابات وأضرار في الحاجز بين الدم والهواء داخل الرئتين، مما يزيد من احتمالات التسرب والعدوى. هذا التأثير يجعل حتى الأشخاص الأصحاء عرضة لمضاعفات شديدة، حيث يتمزق هذا الحاجز ويزيد من فرصة انتشار الالتهابات في الجسم. على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية مزمنة مثل التليف الرئوي أو اضطرابات في الدورة الدموية، خاصة إذا تم دمج ذلك مع عوامل أخرى مثل الضغط النفسي أو نقص النشاط البدني.
ومع ذلك، هناك أمل في تحسين الوضع من خلال الإقلاع عن التدخين، حتى لو كان مؤقتًا، حيث يسمح ذلك للرئتين بالتعافي بشكل أفضل. الإقلاع عن هذه العادة يعزز من قدرة الجسم على مقاومة العدوى، ويقلل من احتمالات المضاعفات المستقبلية الناتجة عن كورونا. على سبيل المثال، يمكن للأفراد البدء ببرامج دعم للإقلاع، مثل استخدام بدائل آمنة أو ممارسة الرياضة بانتظام، لتعزيز الصحة العامة. كما أن تبني نمط حياة صحي، بما في ذلك تناول طعام متوازن وشرب كميات كافية من الماء، يساعد في تعزيز المناعة وضمان استرداد الطاقة بشكل أسرع. بالنظر إلى التغيرات السريعة في السلالات الفيروسية، يبرز دور الوقاية كأداة أساسية للحماية، مما يدفعنا إلى التركيز على تعزيز الصحة الشخصية لمواجهة هذه التحديات. في النهاية، يمكن للإجراءات الوقائية أن تخفض من تأثير كورونا طويل الأمد، مما يعزز الاستدامة الصحية للمجتمعات ككل.

تعليقات