رحلة إلهامية: كيف تحول لاجئ سوري إلى مصمم باريسي بارز.. اكتشف قصة معاناته وتميز مثنى الحاج علي!

فاز الشاب السوري مثنى الحاج علي، المصمم المبدع الذي يجسد رحلة الإصرار والإبداع، بجائزة التميز والإبداع في مسابقة جائزة الموضة من العالم العربي 2025، المبادرة الأولى التي أطلقها معهد العالم العربي في باريس برعاية المعهد الفرنسي للأزياء. هذا الفوز يعكس قصة تحول شخصي، حيث تحولت تجربة اللجوء إلى مصدر إلهام ينعكس في تصاميمه التي تجمع بين التراث العربي والأناقة المعاصرة. خلال مقابلة، شارك الحاج علي تفاصيل كيف غيرت الظروف الصعبة نظرته إلى الحياة والموضة، محولاً الألم إلى طاقة خلاقة تعبر عن الهوية والحرية.

فوز مثنى الحاج علي في عالم الموضة العربية

يعد فوز مثنى الحاج علي بجائزة التميز والإبداع خطوة فارقة في مسيرته، حيث جمع بين الاعتراف الدولي والدعم المؤسسي من شخصيات بارزة مثل المصمم اللبناني ربيع كيروز. أعرب الحاج علي عن سعادته البالغة بهذا الإنجاز، الذي جاء بعد لجنة تحكيم دولية تضم خبراء في مجال الأزياء. بعد الفوز، شارك في برنامج تطويري مكثف استمر أربعة أيام، يركز على الإبداع، التسويق، وإدارة العلامة التجارية تحت إشراف المعهد الفرنسي. هذا البرنامج سيؤدي إلى تنظيم عرض أزياء أو معرض خاص للفائزين في الأشهر المقبلة، مما يفتح أبوابًا جديدة للمصممين العرب. في حديثه، أكد الحاج علي أن الظروف الصعبة لم تكن لعنة، بل هبة صقلت إبداعه، مما جعله يرى الجمال في البساطة والقصص الإنسانية. غيرت تجربة اللجوء مفهومه للأزياء، حيث أصبحت وسيلة للتعبير عن الحرية والذاكرة، مع ترجمة الهوية السورية بطريقة معاصرة تتجنب التكرار. يستمد تصاميمه من الجذور العربية، مثل الرموز والقصص الثقافية، ليصنع مزيجًا أنيقًا يبرز الجانب الإنساني دون الوقوع في الفولكلور التقليدي.

إبداع المصمم السوري في التصاميم العالمية

في رحلة اندماجه بين الثقافات، أخذ الحاج علي من باريس الانضباط والحرفية الفرنسية، خاصة في عالم الهوت كوتور، بينما احتفظ بأصالة سوريا من خلال العاطفة والصدق الذي يمنح تصاميمه نبضًا حيويًا. هذا التوازن الطبيعي ينعكس في أعماله، كما في تجربته مع دار “ستيفان رولاند”، حيث تعلم كيف تكون الفخامة بسيطة والعبقرية في التفاصيل. أما بخصوص مستقبل الخياطة اليدوية، فهو يؤمن بأنها لن تندثر رغم تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لأنها تحتفظ بروح إنسانية لا يمكن للآلات استنساخها. ما يميز علامته التجارية “Mouthana” هو التركيز على الرسالة الإنسانية، حيث يمزج بين الأنوثة والجرأة، والشرق والغرب، ليترك أثرًا حقيقيًا لا يعتمد على الصيحات العابرة. على سبيل المثال، الفستان الأحمر الذي ارتدته نجمات مثل كوكو روشا وسارة طيبة يمثل رمزًا للقوة والشغف، مستمدًا من الذكريات الشخصية ليصبح شهادة على الرحلة الإنسانية. أما المستقبل، فيطمح الحاج علي إلى أن تصبح علامته مساحة للفن الإنساني، تجمع بين الموضة والسينما، مع عروض جديدة تقدم جمال الروح والتجربة. هذا النهج يجعل من مثنى الحاج علي رمزًا للإبداع العربي في الساحة العالمية، محافظًا على هويته بينما يتوسع في آفاق جديدة.