يكشف السبب الرئيسي وراء اعتذار بنيامين نتنياهو عن حضور قمة شرم الشيخ، وكيف ترتبط هذه الحادثة بعلاقة الأمير محمد بن سلمان والرئيس محمود عباس.
سبب اعتذار نتنياهو عن قمة شرم الشيخ
أعلن إلغاء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مصر للمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام، وفقاً لتقارير إعلامية. هذا القرار جاء كرد فعل لضغوط دولية وداخلية متنوعة، حيث أعرب العديد من الدول عن معارضتها الشديدة للحضور، مما أدى إلى تعقيد الترتيبات الدبلوماسية. على سبيل المثال، اعترضت دول مثل إسبانيا وجنوب إفريقيا على مرور طائرة نتنياهو عبر أجوائها، مستندة إلى مذكرة توقيف دولية صادرة بحقه، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات حول كيفية دعوته رغم هذه الجوانب القانونية. هذا الضغط الخارجي ساهم بشكل كبير في اتخاذ قرار الإلغاء، مع مراعاة التوترات السياسية الإقليمية.
أسباب إلغاء الزيارة الديبلوماسية
بالإضافة إلى الاعتراضات الدولية، تلقت مصر رسائل من جهات إقليمية بارزة، تشير إلى أن الظروف غير مناسبة لأي لقاءات علنية مع نتنياهو. على وجه التحديد، ذكرت تقارير أن دوائر قريبة من ولي العهد السعودي والقيادة الفلسطينية أكدت عدم الرغبة في أي تفاعلات ودية، مما زاد من الضغط لتجنب أي احتكاكات محتملة. في السياق نفسه، تمت دراسة إمكانية تقديم طلبات قانونية في مصر لإصدار مذكرة توقيف محلية بحق نتنياهو، الأمر الذي أجبر على إجراء مشاورات مكثفة مع الأجهزة الأمنية المصرية. كل هذه العناصر ساهمت في اتخاذ قرار الإلغاء لتجنب أي إحراجات دبلوماسية أو سياسية خلال فعاليات القمة، حيث أصبح واضحاً أن الجو الإقليمي غير مواتٍ لمثل هذه اللقاءات.
وفي جانب آخر، لعبت عوامل داخلية إسرائيلية دوراً هاماً في هذا القرار. فقد أثرت قرب الأعياد اليهودية في تشكيل الاعتبارات السياسية، مع مخاوف من ردود أفعال أحزاب معينة تعارض السفر خلال هذه الفترة. كما أن هناك مخاوف من اليمين الإسرائيلي بشأن إمكانية وقوع لقاءات مع قادة مثل الرئيس الفلسطيني أو غيره، مما قد يؤدي إلى غضب القاعدة الانتخابية. ومع ذلك، يُعتقد أن السبب الرئيسي هو رغبة نتنياهو في تجنب أي نقاشات حساسة، مثل دعوات لحل الدولتين أو انتقادات بشأن الأحداث الأخيرة، التي قد تعرضه لموقف ضعيف أمام الجمهور. هذا التوقيت يعكس أيضاً التوترات في العلاقات بين إسرائيل ومصر، خاصة بعد الأحداث في أكتوبر 2023، حيث شهدت محاولات لاستعادة التواصل، لكنها لم تؤدِ إلى تحسين كبير.
بالنظر إلى السياق الإقليمي، أدت هذه التطورات إلى تأجيل فرص للحوار، مما يبرز تأثير الديناميكيات السياسية على الدبلوماسية. على سبيل المثال، معارضة الرئيس التركي للمشاركة في القمة إذا حضر نتنياهو أدت إلى رسائل واضحة من أنقرة إلى المنظمين، مما عزز من قرار الإلغاء. كما أن التقييمات الإسرائيلية تشير إلى أن الرئيس المصري لن يشعر بالارتياح لاستضافة الزيارة وسط الغضب العربي المتزايد. في النهاية، يمثل هذا الحدث تحولاً في العلاقات الإقليمية، حيث أصبحت الاعتبارات السياسية والقانونية أكثر أهمية في تشكيل القرارات الدبلوماسية، مع التركيز على تجنب أي خطوات قد تزيد من التوترات. هذا النهج يعكس حقيقة أن السلام يتطلب توقيتاً مناسباً ودعم دولياً واسعاً، الشيء الذي يبدو ناقصاً في الفترة الحالية.
تعليقات