بالفيديو: اللواء سعد الخليوي يكشف استعانة روسيا بالخبرات السعودية لتنظيم كأس العالم 2018
قال اللواء سعد الخليوي، الذي كان مديرًا لكلية الملك فهد الأمنية، إن روسيا لجأت إلى خبرات المملكة العربية السعودية في مجال إدارة وتنظيم الحشود الكبيرة، كجزء من استعداداتها لاستضافة بطولة شتوية ثم كأس العالم 2018. كان هذا التعاون يعكس التقدير الدولي للكفاءات السعودية المتراكمة من خلال إدارة الأحداث الضخمة مثل الحج والعمرة. في لقاء تلفزيوني، روى الخليوي كيف تم توجيه طلب رسمي من روسيا إلى وزارة الخارجية السعودية، بناءً على خطاب من رئيس الاستخبارات، مما أدى إلى تكليفه باستقبال وفد روسي رسمي. خلال تلك اللقاءات، قدم شرحًا مفصلًا للخطط والإجراءات المتبعة في إدارة الحشود، مستندًا إلى سنوات من الخبرة في هذا المجال.
خبرة السعودية في إدارة الحشود
في أول يوم من اللقاءات مع الوفد الروسي، استغرق شرح اللواء الخليوي أكثر من أربع ساعات، حيث استخدم عروضًا تقديمية، فيديوهات، ومخططات تفصيلية لتوضيح آليات إدارة الحشود أثناء موسم الحج. كان ذلك بمساعدة مترجم لضمان فهم دقيق، إذ ركز على الإجراءات اللوجستية، أمنية، وتنظيمية التي تتيح تدفق ملايين الزوار دون حوادث. في اليوم التالي، استمر الشرح لمدة ثلاث ساعات حول خطط العمرة، مع التركيز على كيفية التعامل مع التدفقات اليومية للزوار. شعر الخليوي بالقلق في البداية، عندما لم يتلق أي تعليق فوري من الوفد الروسي، لكن ذلك سرعان ما تحول إلى إعجاب كبير، حيث أعرب رئيس الوفد، الذي كان مسؤولاً عن تنظيم كأس العالم ورئيس اللجنة المنظمة، عن دهشته من كفاءة رجال الأمن السعوديين. قال الروسي إنه يتمنى لو كانت لدى بلاده ربع هذه الخبرات في التعامل مع الحشود الكبرى.
تنظيم الجماهير في الأحداث الكبرى
كشف الخليوي أن روسيا جهزت قوة أمنية تقدر بـ30 ألف عضو مدرب خصيصًا لإدارة حشود تصل إلى 80 ألف شخص خلال بطولتها الشتوية، مستوحاة جزئيًا من النماذج السعودية. هذا التبادل للمعرفة لم يكن مجرد نقل معرفي، بل كان درسًا في كيفية دمج التقنية والإدارة البشرية لتجنب الفوضى. على سبيل المثال، عندما سأل رئيس الوفد الروسي عن سر نجاح المملكة في إدارة موسم الحج الذي يجذب ملايين الزوار سنويًا، أجاب الخليوي بأن هذا النجاح يعود أساسًا إلى الالتزام بالقيم الإنسانية والدينية، حيث يتم تنفيذ الخطط ابتغاء مرضاة الله. ثم طلب الروس توصيات إضافية، فقدمها الخليوي بشكل مباشر، مبتكرًا اقتراحات حول تطوير خطط الطوارئ، تعزيز التواصل بين الجهات المعنية، وضمان تدريب الموظفين على مواجهة التحديات غير المتوقعة. هذه التوصيات شملت استراتيجيات للحد من الازدحام، مثل استخدام التقنيات الرقمية للتوجيه الذكي، وتوزيع الحشود عبر عدة مناطق، مما أثر بشكل إيجابي على تحضيرات الروس. في الختام، يمكن القول إن هذا التعاون عزز الروابط الدولية وأكد على دور المملكة كمرجع عالمي في مجال إدارة الأحداث الجماهيرية، حيث أسهم في نجاح كأس العالم 2018 بفضل الاستفادة من هذه الدروس القيمة. إن الاستمرار في مشاركة هذه الخبرات يعزز من السمعة العالمية للسعودية في مجال السلامة العامة والتنظيم الفعال.

تعليقات