مشاركة مؤسسة محمد بن راشد للغة العربية في معرض فرانكفورت للكتاب: دفعة للثقافة العربية على المسرح العالمي
في عالم يسعى للتواصل عبر الثقافات، يبرز معرض فرانكفورت للكتاب كمنصة رئيسية لتبادل الأفكار والكتب، حيث يجتمع الناشرون والكتاب من مختلف أنحاء العالم. وفي هذا السياق، تشارك مؤسسة محمد بن راشد للغة العربية، التي تُعد إحدى الجهود الرائدة في دمج اللغة العربية مع الثقافة العالمية، في معرض فرانكفورت للكتاب لعام 2023. تُمثل هذه المشاركة خطوة حاسمة في تعزيز دور اللغة العربية كوسيلة للتواصل الدولي، مع التركيز على الحفاظ على إرثها الثقافي في عصر الرقمنة.
خلفية المؤسسة
أُنشئت مؤسسة محمد بن راشد للغة العربية جزءاً من مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي ورئيس الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز اللغة العربية كأداة تعليمية وثقافية. تهدف المؤسسة إلى نشر اللغة العربية بين الأجيال الشابة، ودعم النشر والأدب العربي، وربط اللغة بالتكنولوجيا الحديثة. من خلال برامجها التعليمية والثقافية، تعمل المؤسسة على مواجهة تحديات مثل انخفاض استخدام اللغة العربية في بعض الدول، وتسعى لجعلها لغة حية تتفاعل مع الثقافات الأخرى. منذ إنشائها، شاركت المؤسسة في العديد من الفعاليات الدولية، مثل معارض الكتب في أبو ظبي وباريس، لكن مشاركتها في فرانكفورت تُمثل خطوة استراتيجية نحو أوروبا.
أهمية مشاركة المؤسسة في معرض فرانكفورت
معرض فرانكفورت للكتاب، الذي يُقام سنوياً في ألمانيا، هو أكبر حدث من نوعه عالمياً، حيث يجمع أكثر من 100 ألف زائر ومئات الناشرين من 100 دولة. في عام 2023، شاركت مؤسسة محمد بن راشد للغة العربية بجناح خاص يركز على عرض إصدارات عربية حديثة، بما في ذلك كتب الأطفال، الأدب، والكتب الرقمية التي تربط اللغة العربية بالذكاء الاصطناعي والتعليم الإلكتروني. كان الجناح فرصة لعرض برامج المؤسسة، مثل مشاريع تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وورش عمل حول ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأوروبية.
تتجاوز المشاركة مجرد عرض الكتب، إذ أقامت المؤسسة جلسات نقاشية وورش تجمع بين كتاب عرب وخبراء أوروبيين لمناقشة دور اللغة في مواجهة التحديات العالمية، مثل تغير المناخ والتنوع الثقافي. على سبيل المثال، نظمت جلسة عن “اللغة العربية في العصر الرقمي”، حيث ناقش المشاركون كيف يمكن للتكنولوجيا تعزيز انتشار اللغة العربية عبر التطبيقات والمنصات الإلكترونية. هذه الفعاليات لا تقتصر على الترويج للكتب، بل تهدف إلى بناء جسور بين الثقافة العربية وأوروبا، مما يعكس التزام الإمارات بالحوار الدولي.
التأثير على المشهد الثقافي
تُعد مشاركة مؤسسة محمد بن راشد للغة العربية في معرض فرانكفورت دليلاً على التزام الإمارات بتعزيز اللغة العربية كقوة عالمية. في ظل التركيز العالمي على التنوع الثقافي، ساهمت المؤسسة في زيادة الوعي بالأدب العربي، حيث تم توقيع عقود مع ناشرين أوروبيين لترجمة أعمال عربية إلى لغات أخرى. كما أن هذه المشاركة تعزز موقع اللغة العربية في سوق النشر العالمي، الذي يصل حجم تجارته إلى ملايين الدولارات سنوياً.
في الختام، تعكس مشاركة مؤسسة محمد بن راشد للغة العربية في معرض فرانكفورت للكتاب جهوداً مستمرة للحفاظ على الإرث الثقافي العربي مع الحرص على التكيف مع التحديات العصرية. هذه الخطوة ليس فقط تعزيزاً لللغة العربية، بل دعوة للعالم للانخراط في حوار ثقافي يعزز التفاهم المشترك. مع استمرار مثل هذه المبادرات، يمكن أن تصبح اللغة العربية جزءاً أكبر من النسيج الثقافي العالمي، مما يفتح أبواباً جديدة للتعاون بين الشرق والغرب.
تعليقات