صحيفة المرصد: بالفيديو.. اللواء الخليوي يكشف تفاصيل استقالة العقيد جميل محمود بعد خلاف مع الفريق فهد الشريف أثناء تأمين ساحة إعدام أعضاء تنظيم الحرم.

قصة استقالة عقيد في الشرطة أثناء تأمين حدث أمني في المملكة العربية السعودية، حيث روى اللواء سعد الخليوي، الذي كان مدير كلية الملك فهد الأمنية سابقاً، تفاصيل خلاف وقع بين قيادات أمنية. كان ذلك الخلاف بين مدير مرور الرياض آنذاك، العقيد جميل محمود، والفريق فهد الشريف، وأدى إلى وقوع استقالة فورية وسط ضغوط العمل الميداني. هذه الحادثة تبرز تحديات التنسيق الأمني في مهام حساسة، وتعكس كيف يمكن أن تؤثر الخلافات الإدارية على سير العمليات.

قصة الاستقالة الأمنية

في سياق استعداد كلية الملك فهد الأمنية لتخريج دفعة كبيرة بلغ عددها 610 طالباً من الدفعة الرابعة والخامسة، تم تكليف اللواء سعد الخليوي وفريقه بتأمين موقع إعدام لأفراد متورطين في أحداث مرتبطة بالحرم. كان الخليوي آنذاك يحمل رتبة ملازم، وتلقى تعليمات من قائد المهمة، العقيد جميل محمود، بتنظيم كردونات أمنية حول الموقع لضمان السلامة والسيطرة. وفقاً لرواية الخليوي، تم تنفيذ الترتيبات الأولية بكفاءة، إلا أن تدخل الفريق فهد الشريف، الذي كان نائباً لمدير الشرطة في ذلك الوقت، غير الرتبة، أدى إلى تغيير الخطة. طلب الشريف عكس ترتيب الكردونات، مما خلق ارتباكاً في الميدان. عندما عاد العقيد جميل محمود وطلب استعادة الترتيبات الأولى، وجد الخليوي نفسه في موقف صعب أمام الطلاب والضباط، محرجاً بين أوامر متعارضة. في نهاية المطاف، تم الالتزام بتعليمات الفريق الشريف بسبب سلطته العليا، وهو ما دفع العقيد جميل محمود إلى اتخاذ قرار مفاجئ بالاستقالة من منصبه على الفور. هذه الحادثة لفتت إلى أهمية التنسيق الفعال بين القيادات الأمنية لتجنب مثل هذه النزاعات، خاصة في المهام ذات الحساسية العالية، حيث يمكن أن تؤثر أي خلل على سلامة الجميع ونجاح المهمة.

تنحي القائد المتميز

رغم الظروف الصعبة التي أدت إلى تنحي العقيد جميل محمود، فقد أشاد اللواء سعد الخليوي بجهوده السابقة ودوره البارز في إدارة الشؤون الأمنية. يُعد محمود من أبرز القيادات في مجال المرور، حيث نجح في حل أزمة مرور طريق الملك فهد ومواجهة مشكلة “هوجة الكباري”، التي كانت تسبب اختناقات مرورية كبيرة في الرياض. هذه الإنجازات تظهر كفاءته في إدارة التحديات اليومية، حيث أدخل تعديلات جذرية ساهمت في تحسين تدفق المرور وتقليل الازدحام، مما يعكس خبرته المتراكمة في مجال الأمن العام. على الرغم من قرار الاستقالة، فإن سجل محمود يظل نموذجاً للقيادة الفعالة، إذ ساهم في العديد من المشاريع التي عززت الآمان في الشوارع والطرق الرئيسية. هذا الجانب من شخصيته يبرز كيف يمكن للأفراد المتميزين أن يتركوا تأثيراً دائماً، حتى بعد مغادرتهم مناصبهم. في السياق الأوسع، تعكس قصة تنحيه الدروس المستفادة من أهمية التواصل الواضح بين القيادات، وكيف يمكن أن تكون الخلافات دافعاً للتغيير الإيجابي في منظومة الأمن. كما أنها تذكر بأن الالتزام بالقواعد والاحترافية يبقى جوهر العمل الأمني، خاصة في بيئة تتطلب سرعة القرار وضبط النفس. باختصار، يظل محمود رمزاً للكفاءة، ويستمر تأثيره في إلهام الجيل الجديد من الضباط لتحسين أدائهم في مواجهة التحديات المستقبلية. هذه القصة ليست مجرد سرد لأحداث، بل هي دروس حية في إدارة الصراعات داخل المنظمات الأمنية، حيث يلتقي الالتزام بالواجب مع الضغوط اليومية. بهذا الشكل، يمكن للمسؤولين تعزيز التنسيق لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث، مما يضمن استمرارية العمل الأمني بكفاءة أعلى.