السينما السعودية تسجل إيرادات قوية بلغت 448 مليون ريال خلال النصف الأول من عام 2025.

شهدت صناعة السينما في المملكة العربية السعودية نمواً ملحوظاً خلال النصف الأول من عام 2025، حيث بلغت إجمالي الإيرادات 448.1 مليون ريال من خلال بيع أكثر من 9.1 مليون تذكرة في مختلف المناطق. هذا الارتفاع يعكس النهضة السريعة في قطاع الترفيه والثقافة داخل البلاد، مع توسع مستمر في البنية التحتية للصالات. على سبيل المثال، أصبحت السعودية الآن مركزاً رئيسياً للسينما في الشرق الأوسط، حيث حافظت على هذه المكانة منذ عام 2020.

إيرادات السينما السعودية تتجاوز التوقعات

في النظر إلى الأرقام الدقيقة، أظهرت التقارير الرسمية أن عدد دور العرض في المملكة وصل إلى 65 داراً، تضم 635 شاشة موزعة عبر 20 مدينة، مما ساهم في تسهيل وصول المزيد من الجمهور إلى أحدث الأفلام. متوسط سعر التذكرة بلغ 49.06 ريال، وهو ما يعكس توازناً بين الجودة المقدمة والقدرة الشرائية للجمهور. هذا النمو لم يقتصر على الأفلام الأجنبية فقط، بل شمل الإنتاجات المحلية التي لاقت استحساناً واسعاً، مما يدعم التنويع الثقافي في السعودية.

من بين النقاط البارزة، برزت الأفلام السعودية كمحرك رئيسي للإيرادات، حيث حقق فيلم “شباب البومب 2” أداءً استثنائياً بتحقيقه 27.2 مليون ريال من بيع أكثر من 603 ألف تذكرة. تليه أعمال أخرى مثل “هوبال” الذي سجل 24.5 مليون ريال، و”إسعاف” الذي بلغت إيراداته 18.5 مليون ريال، بينما حقق “فخر السويدي” أكثر من 6.4 مليون ريال خلال تسعة أسابيع فقط. هذه النجاحات تشير إلى تزايد الاهتمام بالسرد السعودي والقصص المحلية، التي تعكس التراث والقيم الوطنية.

علاوة على ذلك، لعبت الأفلام الأجنبية دوراً كبيراً في جذب الجمهور، حيث تصدر فيلم “Lilo & Stitch” قائمة الإيرادات بـ 31.8 مليون ريال، متبوعاً بـ “الهنا اللي أنا فيه” بـ 29.5 مليون ريال، ومن ثم “Mission: Impossible – The Final Reckoning” الذي حقق 21.7 مليون ريال. هذا التنوع في الخيارات يوفر فرصاً لجميع فئات الجمهور، سواء كانوا يفضلون الإثارة أو الدراما، مما يعزز من الحيوية الاقتصادية لقطاع السينما.

نمو قطاع السينما في المملكة

يستمر قطاع السينما في السعودية في التطور، مدعوماً بالاستثمارات الحكومية والاهتمام المتزايد من الشركات الخاصة. هذا النمو ليس مجرد أرقام إحصائية، بل يمثل نقلة نوعية في الثقافة والترفيه، حيث أصبحت الصالات جزءاً أساسياً من حياة المواطنين. على سبيل المثال، زيادة عدد الشاشات ساعدت في تخفيف الضغط على المراكز الكبرى ونشر الفرص في المناطق الأقل اكتظاظاً. كما أن التركيز على الإنتاجات المحلية يعزز التوظيف ويشجع المواهب الشابة، مما يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الابتكار في المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا الارتفاع في الإيرادات في تعزيز السياحة الداخلية، حيث أصبحت زيارة دور السينما تجربة اجتماعية شائعة. مع ذلك، يجب الاستمرار في دعم الجودة والتنوع للحفاظ على هذا الزخم. في الختام، يمثل نمو السينما في السعودية قصة نجاح تتجاوز الحدود الاقتصادية، حيث ترسم صورة مشرقة للمستقبل الثقافي للبلاد.