انطلاق مشاركة «محمد بن راشد للغة العربية» في معرض فرانكفورت الدولي

مشاركة «محمد بن راشد للغة العربية» في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب: خطوة نحو تعزيز التراث العربي عالميًا

في عالم يتسارع فيه التغيير الثقافي والرقمي، يظل التراث اللغوي العربي مصدر إلهام وفخر للأمة العربية. وفي هذا السياق، تشارك مؤسسة «محمد بن راشد للغة العربية» – التي تنتمي إلى رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة الإماراتية ورئيس مجلس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي – في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، أحد أكبر التجمعات الثقافية العالمية. يُعد هذا الحدث، الذي يقام سنويًا في مدينة فرانكفورت بألمانيا، فرصة للتواصل الدولي وتبادل الخبرات، ويعكس التزام الإمارات بالحفاظ على اللغة العربية وترويجها على المستوى العالمي.

خلفية المؤسسة وأهميتها

أُسست مؤسسة «محمد بن راشد للغة العربية» كجزء من جهود أوسع لتعزيز الثقافة العربية ورسم صورة مشرقة لها في العالم. تركز المؤسسة على دعم اللغة العربية من خلال برامج تعليمية، جوائز فنية، ومبادرات ثقافية تهدف إلى تعزيز دورها كلغة عالمية غنية بالتاريخ والأدب. يأتي ذلك في ظل رؤية الشيخ محمد بن راشد، الذي يؤمن بأن اللغة هي جسور التواصل بين الشعوب، وأن الاستثمار فيها يعزز الهوية الوطنية والتنمية الثقافية. وفقًا للبيانات الرسمية، ساهمت المؤسسة في إنتاج آلاف الكتب والمنشورات الرقمية، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل دولية لتشجيع الشباب على تعلم اللغة العربية.

في السنوات الأخيرة، أصبحت مشاركة المؤسسة في معرض فرانكفورت تقليدًا يعكس التزامها بالانفتاح العالمي. يجمع المعرض، الذي يحتضن أكثر من 7,000 مشارك من 100 دولة، بين الناشرين، الكتاب، والمفكرين لمناقشة قضايا الثقافة والنشر. وفي هذا العام، ستكون مشاركة «محمد بن راشد للغة العربية» أكثر تميزًا، حيث يتم تقديم مجموعة واسعة من الكتب العربية المترجمة، إلى جانب جلسات نقاش حول دور اللغة العربية في عصر التكنولوجيا.

أبرز أنشطة المشاركة

تتركز مشاركة المؤسسة هذا العام على عدة محاور رئيسية، تهدف إلى تعزيز الجاذبية الدولية لللغة العربية. من بين هذه الأنشطة:

  • عرض الكتب والإصدارات الجديدة: ستقدم المؤسسة مجموعة متنوعة من الكتب التي تغطي التراث العربي، مثل الشعر الكلاسيكي، الروايات الحديثة، والكتب التعليمية للأطفال. كما سيتم الكشف عن مشاريع جديدة لترجمة أعمال أدبية عربية إلى لغات أخرى، مما يساعد في تحقيق التوازن الثقافي مع اللغات العالمية الأخرى.

  • ورش عمل وجلسات نقاش: ستشارك المؤسسة في ورش عمل حول موضوعات مثل “التحديات المعاصرة في تعليم اللغة العربية” و”دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على التراث اللغوي”. هذه الجلسات تتيح للخبراء العرب والدوليين مناقشة كيفية دمج اللغة العربية في التعليم العالمي، مع التركيز على الجيل الشاب.

  • الشراكات الدولية: من خلال هذه المشاركة، تهدف المؤسسة إلى بناء شراكات مع ناشرين أوروبيين وأمريكيين، مما يفتح أبوابًا لنشر المزيد من الكتب العربية عالميًا. في السنوات السابقة، أدت المشاركات السابقة في المعرض إلى توقيع اتفاقيات لترجمة أكثر من 50 كتابًا، مما يعزز من انتشار الثقافة العربية.

كما يأتي هذا الحدث في وقت يواجه فيه التراث العربي تحديات مثل الانتشار الواسع للغات غير العربية على منصات التواصل الاجتماعي، وبالتالي يُعد مشاركة المؤسسة خطوة استراتيجية للحفاظ على اللغة كرمز للهوية.

أهمية المشاركة في تعزيز اللغة العربية

تُعد مشاركة «محمد بن راشد للغة العربية» في معرض فرانكفورت دليلاً على دور الإمارات كمركز ثقافي عالمي. في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى التعاون الدولي لمواجهة فقدان التنوع اللغوي، تساهم هذه المبادرة في تعزيز مكانة اللغة العربية كلغة رسمية لأكثر من 400 مليون شخص. وفقًا لتقارير منظمة اليونسكو، تواجه الكثير من اللغات تهديد الانقراض، ويأتي دور مثل هذه المؤسسات في الوقت المناسب للحفاظ على التراث اللغوي العربي.

علاوة على ذلك، تعكس هذه المشاركة رؤية الشيخ محمد بن راشد في بناء جسر بين الشرق والغرب، حيث يتم الترويج للقيم العربية من خلال الحوار الثقافي. في الختام، لن تكون مشاركة المؤسسة مجرد عرض للكتب، بل خطوة نحو مستقبل يحافظ فيه الجيل الجديد على جذوره الثقافية مع الانفتاح على العالم. ومع استمرار معرض فرانكفورت في جذب ملايين الزوار، يمكن لمثل هذه المبادرات أن تحول اللغة العربية إلى قوة ناعمة تؤثر على المشهد الثقافي العالمي.