الإمارات تُخصص 10 ملايين دولار تعزيزاً للتكيف مع الكوارث الطبيعية في آسيا والمحيط الهادئ
أبوظبي، 15 أكتوبر 2023 – في خطوة تُعزز من دور الإمارات العربية المتحدة كقوة عالمية في مجال التنمية المستدامة، أعلنت الحكومة الإماراتية تخصيص 10 ملايين دولار أمريكي لتعزيز الجهود المتعلقة بالتكيف مع الكوارث الطبيعية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. هذا الدعم المالي يأتي كجزء من التزام الإمارات بالهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، الذي يركز على بناء السلامة وتقليل المخاطر الناتجة عن الكوارث.
خلفية الكوارث الطبيعية في المنطقة
تُعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ واحدة من أكثر المناطق عرضة للكوارث الطبيعية في العالم. وفقًا لتقارير منظمة الأمم المتحدة للكوارث الطبيعية، تشهد هذه المنطقة حوالي 40% من الكوارث العالمية، مما يؤدي إلى خسائر بشرية واقتصادية هائلة. على سبيل المثال، تشمل الكوارث الشائعة في المنطقة الزلازل، مثل تلك التي ضربت إندونيسيا ونيبال مؤخرًا، والفيضانات الشديدة في الهند وبنغلاديش، بالإضافة إلى العواصف الاستوائية التي تهدد دولًا مثل الفلبين وتايوان. هذه الكوارث ليس فقط تهدد حياة الملايين، بل تؤثر أيضًا على البنية التحتية، الاقتصاد المحلي، والتنمية الاجتماعية.
في هذا السياق، يأتي تخصيص الإمارات لـ 10 ملايين دولار كمساهمة حيوية في تعزيز القدرة على التكيف مع هذه الكوارث. ستوجه هذه الأموال إلى برامج تتعلق بتحسين نظم الإنذار المبكر، بناء البنية التحتية المقاومة، وتدريب المجتمعات المحلية على كيفية التعامل مع الطوارئ. وفقًا للإعلان الرسمي، ستتعاون الإمارات مع منظمات دولية مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، بالإضافة إلى هيئات إقليمية مثل مجلس التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.
كيف سيعزز هذا التبرع الجهود؟
سيتم استخدام الأموال المخصصة لدعم مشاريع متعددة تهدف إلى تقليل المخاطر وتعزيز الإعداد للكوارث. على سبيل المثال:
-
تحسين نظم الإنذار المبكر: ستساهم الأموال في تطوير تقنيات متقدمة للتنبؤ بالكوارث، مثل استخدام الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي للكشف عن العواصف والزلازل قبل وقوعها، مما يسمح بإخلاء آمن للسكان.
-
دعم المجتمعات المهددة: ستركز جزء من التمويل على دعم الدول الأقل نموًا في المنطقة، مثل الفلبين وباكستان، من خلال برامج تدريبية تعلم السكان كيفية التصدي للكوارث، إلى جانب توفير الموارد اللازمة لإعادة الإعمار بعد الكوارث.
-
البنية التحتية المستدامة: سيتم استثمار جزء من المبلغ في مشاريع لبناء جسرًا وبناءً مقاومًا للكوارث، مما يقلل من الخسائر المادية في المستقبل.
تأتي هذه الخطوة في ظل زيادة تردد الكوارث الطبيعية بسبب تغير المناخ، كما أكد تقرير الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ (IPCC). حيث أشار التقرير إلى أن آسيا والمحيط الهادئ يواجهان تزايدًا في شدة الأحداث الجوية المتطرفة، مما يهدد حياة أكثر من نصف سكان العالم.
دور الإمارات في التعاون الدولي
تعكس هذه المبادرة التزام الإمارات العربية المتحدة بالمسؤولية العالمية تجاه قضايا التنمية المستدامة. منذ سنوات، لعبت الإمارات دورًا رائدًا في مجال مكافحة تغير المناخ، كما في استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية باريس (COP28) في دبي. وفقًا للسفير الإماراتي لدى الأمم المتحدة، يُعد هذا التبرع جزءًا من استراتيجية شاملة لدعم الدول النامية في مواجهة التحديات البيئية.
كما أكدت الدكتورة إيمان الحمادي، مسؤولة في وزارة المناخ والتنمية المستدامة، أن “هذا التبرع يعبر عن التزامنا ببناء عالم أكثر أمانًا، حيث نعمل معًا لتقليل آثار الكوارث وتعزيز القدرة على التكيف”.
الخاتمة: نحو مستقبل أكثر أمانًا
بتخصيص 10 ملايين دولار، تؤكد الإمارات دورها كشريك إيجابي في الساحة الدولية، مساهمة في تحقيق أهداف السلامة العالمية. في ظل تزايد التهديدات الناتجة عن تغير المناخ، تُعد هذه المبادرة خطوة إيجابية نحو تعزيز التعاون الدولي وتقليل الآثار الضارة على المجتمعات الأكثر عرضة. مع استمرار الجهود الجماعية، يمكن أن تكون هذه الاستثمارات البداية لمستقبل أكثر تماسكًا وأمانًا في آسيا والمحيط الهادئ.
(المصادر: موقع وزارة الخارجية الإماراتية، تقارير منظمة الأمم المتحدة للكوارث الطبيعية، وتقرير IPCC).
تعليقات