إلزام شركة تهامة بدفع 12.22 مليون ريال لرئيسها التنفيذي السابق عبدالعزيز السويلم

قضت المحكمة العمالية بالرياض بإلزام شركة تهامة للإعلان بدفع تعويضات مالية تصل إلى 12.22 مليون ريال لعبد العزيز السويلم، الذي كان يشغل منصب رئيس تنفيذي للشركة سابقًا. هذا القرار يأتي كردة فعل على الدعوى العمالية التي رفعها السويلم عقب إنهاء خدماته، مما أثار جدلاً واسعًا في أوساط الشركات السعودية حول حقوق العمال ومسؤوليات الإدارات. الجدير بالذكر أن مثل هذه القضايا تعكس التطورات في قانون العمل السعودي، الذي يسعى إلى حماية حقوق الموظفين التنفيذيين من الإجراءات غير العادلة.

الحكم على شركة تهامة

في قرار أصدرته المحكمة العمالية بالرياض يوم 12 أكتوبر 2025، تم إلزام شركة تهامة للإعلان بدفع المبلغ المالي لعبد العزيز السويلم، وذلك بناءً على الدعوى التي رفعها في 9 ديسمبر 2024. هذا الحكم يرجع إلى قرار مجلس إدارة الشركة بإعفاء السويلم من منصبه في 5 نوفمبر 2024، حيث زعم السويلم أن الإجراء كان غير قانوني وأدى إلى ضرر مادي ومعنوي. تقرير المحكمة أكد أن الشركة لم تلتزم بالإجراءات الواجبة لإنهاء عقد العمل، مما يسلط الضوء على أهمية الالتزام بالقوانين التنظيمية في قطاع الأعمال. وفقاً للتفاصيل الموثقة، فإن هذا الحكم يعتبر خطوة مهمة في تعزيز حقوق الموظفين السابقين، خاصة في الشركات الكبيرة التي تعمل في مجال الإعلان والتسويق. الآن، مع هذا القرار، تظهر بوادر تأثير اقتصادي محتمل على شركة تهامة، التي تعد واحدة من اللاعبين الرئيسيين في السوق السعودية، حيث قد يؤدي إلى مراجعة سياساتها الداخلية لتجنب حالات مشابهة في المستقبل.

القرار القضائي ضد الشركة

ردت شركة تهامة على هذا الحكم من خلال بيان رسمي نشرته على موقع تداول السعودية في 13 أكتوبر 2025، موضحة أن القرار الابتدائي لم يصبح نهائيًا بعد، وأنها ستتقدم بطعن قانوني خلال الفترة المحددة. أشارت الشركة إلى أن هذا الحكم لن يؤثر فوريًا على وضعها المالي، مع التأكيد على أنها ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للدفاع عن مصالحها. هذا الرد يعكس استراتيجية الشركة في التعامل مع النزاعات القانونية، حيث تهدف إلى الحفاظ على سمعتها وسط التحديات. بالإضافة إلى ذلك، يُذكر أن الإعفاء الذي تعرض له السويلم كان قرارًا إداريًا يرتبط بإعادة هيكلة الشركة، وفقاً لما أعلنته الإدارة آنذاك. ومع ذلك، فإن هذه الحالة تفتح نقاشًا أوسع حول كيفية تعامل الشركات مع القيادات التنفيذية، خاصة في ظل التغييرات الاقتصادية السريعة في المملكة العربية السعودية. على سبيل المثال، مع التركيز على برامج التنويع الاقتصادي مثل رؤية 2030، أصبحت الشركات أكثر عرضة للنزاعات العمالية بسبب الإصلاحات المتسارعة.

في الختام، يُعد هذا الحكم خطوة هامة في تعزيز العدالة الاجتماعية داخل البيئة التجارية السعودية، حيث يحث الشركات على التزام أعلى معايير الشفافية والاحترام لحقوق العاملين. على الرغم من أن شركة تهامة تنفي أي تأثير فوري، إلا أنها قد تواجه تحديات في إدارة سمعة العلامة التجارية وسط الضغوط القانونية. يبقى مراقبة التطورات القادمة، خاصة مع احتمال الاستئناف الذي قد يغير مجرى الأحداث. هذه القضية تعكس أيضًا التقدم في نظام العدالة العمالية، الذي يسعى لضمان حماية حقوق الأفراد في مواجهة القرارات الإدارية، مما يعزز ثقة العاملين في النظام القضائي. بالنظر إلى السياق الاقتصادي الواسع، فإن مثل هذه الحالات تساهم في تهيئة بيئة أكثر استدامة للأعمال، حيث يتم التوازن بين مصالح الشركات وحقوق الموظفين. وفي النهاية، يظل من المهم أن تنتهي مثل هذه النزاعات بطريقة تعزز القيم الأخلاقية والقانونية في سوق العمل السعودي.