عادة مذهلة في مصر: رجل يحمل صينية خبز فوق رأسه أثناء ركوب دراجة، كما يكشف مصور أزياء شهير عن عادة فريدة تلفت الأنظار حول العالم.
يُعد السفر بوابة لاستكشاف التنوع الثقافي، حيث يمنحنا فرصة للتعرف على عادات شعوب مختلفة قد تكون بعيدة عن أعيننا. في رحلاته عبر دول مثل كولومبيا ومصر والسنغال، أبرز مصور الأزياء الشهير ماريو تيستينو مواضيع التوازن واليوميات الإنسانية من خلال عدسة تصوير تُنير الجمال المخفي في الحياة اليومية. من خلال مشروعه “عالم جميل”، الذي يركز على الأزياء التقليدية وطرق الحياة المميزة، يلتقط تيستينو صورًا تعكس كيفية حمل الأغراض فوق الرؤوس، مثل الصواني والحقائب والسجاد، كرمز للصمود والثقافة في مختلف الدول.
عالم جميل من خلال رحلات تيستينو
في مشروع “عالم جميل”، يستكشف تيستينو، المولود في بيرو، الجوانب الفريدة للثقافات العالمية من خلال رحلاته المستمرة. بعد إنهاء عمله على توثيق الأزياء التقليدية في بلده، اتجه إلى دول أخرى ليبرز عادات مثل حمل الأغراض فوق الرؤوس، التي تجسد المهارة والإبداع اليومي. في كولومبيا، التقط صورًا لامرأة تحمل طبق فاكهة بشكل متناسق، بينما في السنغال، سجل مشاهد لنساء يوازنّ بين الحقائب وأطفالهن على ظهورهن. هذه الصور ليست مجرد توثيق، بل دعوة لإعادة النظر في الجمال المعتاد، حيث يؤكد تيستينو أن مثل هذه الممارسات تعكس هوية الشعوب وتفردها. خلال زيارته إلى مصر، لاحظ رجالًا يحملون السجاد وصواني الخبز ببراعة، مما دفعوه إلى التأمل في كيف أصبحت هذه المهارة جزءًا من الحياة اليومية، مدفوعة بالحاجة والأناقة.
توازن الثقافات في صور تيستينو
يشكل مشروع “توازن” جزءًا من “عالم جميل”، حيث يركز تيستينو على اختيار الشخصيات من الشوارع مباشرة، بعيدًا عن التحضيرات المنظمة التي عرفها في عالم الموضة. بعد 35 عامًا من التصوير، يعتمد الآن على اللحظات التلقائية، مثل رؤيته امرأة في غواتيمالا تحمل أقمشة ملفوفة أو رجل في مصر يقود دراجة مع صينية خبز متوازنة على رأسه. هذه الصور تبرز التحديات التي واجهها، مثل إقناع الأشخاص بالتصوير في أيام عادية، حيث يرون أنفسهم جزءًا من روتين لا يستحق الاهتمام. على سبيل المثال، في السنغال، اضطر تيستينو إلى الركض خلف امرأة لشرح أهمية وجودها، مما أظهر كيف يمكن للعدسة أن تحول اليومي إلى فني. يشارك هذه الصور عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث حظيت بسمعة واسعة، محتفيًا بأن الجمال يكمن في أبسط الأفعال، مثل حمل حقيبة كتب عليها “Home” في السنغال.
يؤمن تيستينو بأننا غالبًا ما نغفل اللحظات الاستثنائية في حياتنا، لكنه يدعو إلى إعادة النظر فيها. من خلال أكثر من 30 دولة، توسع مشروعه ليشمل الطقوس والأزياء كوسيلة للاحتفاء بالهوية الثقافية، مما يذكرنا بأهمية الحفاظ على التراث في عالم متسارع. لقد عرضت أعماله في معارض عالمية، متحديًا الجمهور ليكتشف الجمال في التوازن اليومي. هذا النهج لم يغير نظرة تيستينو فحسب، بل دفع آلاف المتابعين إلى تقدير الثقافات المتنوعة، مضيفًا طبقة جديدة من الفهم لكيفية تفاعل البشر مع بيئتهم. في نهاية المطاف، يستمر “عالم جميل” في إلهام الآخرين بأن الجمال الحقيقي ينبعث من الروتين، محولًا السفر إلى رحلة تأملية.
تعليقات