أطلق مشرف تكية الفاشر نداءً عاجلاً لإنقاذ المدنيين المحاصرين في المدينة، حيث يهدد انعدام الغذاء حياة مئات الآلاف من السكان. في ظل الحصار المفروض من قوات الدعم السريع، يعاني أهالي الفاشر من ظروف إنسانية قاسية، مع تفاقم المجاعة وسوء التغذية بين الأطفال والأمهات وكبار السن.
حصار الفاشر.. التهديد بالمجاعة الكارثية
في المدينة الواقعة في ولاية شمال دارفور، يواجه السكان وضعاً إنسانياً متدهوراً بسبب الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع منذ منتصف العام الماضي. هذا الحصار، الذي يهدف إلى السيطرة على آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، أدى إلى قطع سبل الإمداد ونفاد المواد الغذائية الأساسية. كما حذر محيي الدين شوقار، مشرف تكية الفاشر، من أن الوضع يتفاقم يومياً، حيث أصبحت حالات سوء التغذية الحادة والوفيات بسبب الجوع أمراً شائعاً. وفي منشوره على فيسبوك، ناشد شوقار جميع الأطراف بإيصال المساعدات الفورية، مؤكداً أن الفئات الأكثر ضعفاً هي الأكثر تأثراً بهذه الكارثة.
المحاصرة الشديدة ودعوة لرفع الحظر
يشكل الحصار حاجزاً كبيراً أمام وصول المساعدات، مما يجعل العمليات الإنسانية أمراً مستحيلاً دون تدخل فوري. طالب شوقار بضغط دولي ومحلي على قوات الدعم السريع لرفع الحصار فوراً وفتح جميع المعابر لدخول المساعدات. كما اقترح تنفيذ خطة عاجلة تشمل عمليات الإسقاط الجوي للمواد الغذائية والطبية، لإنقاذ أرواح الذين يعانون من الجوع الشديد. وأكد أن أي تأخير في هذه الإجراءات سيكون مسؤولاً أخلاقياً وقانونياً، حيث قد يؤدي إلى وفاة المزيد من المدنيين. في سياق ذلك، وصف شوقار الوضع بأنه جريمة ضد الإنسانية، مشدداً على أن كل حالة وفاة بسبب نقص الغذاء تستحق المحاسبة. واختتم نداءه بطلب عاجل لإنقاذ سكان الفاشر قبل أن يتحول الأمر إلى كارثة لا رجعة فيها.
تكية الفاشر، كمؤسسة تقليدية تعود جذورها إلى التراث الصوفي، أصبحت مصدراً حيوياً للمساعدة في ظل غياب السلطات الحكومية والمنظمات الدولية. هذه التكايا، التي تعني مكاناً للراحة والدعم للفقراء، عادت إلى الواجهة بسبب الحرب، مما يبرز دور المجتمع المحلي في ملء الفراغات الناتجة عن الصراعات. ومع ذلك، فإن جهودها وحدها غير كافية أمام حجم الكارثة، حيث يحتاج الأمر إلى جهود عالمية مشتركة لضمان وصول المساعدات ووقف المعاناة. يستمر السكان في الفاشر في مواجهة تحديات يومية، مع تزايد الاحتياجات الإنسانية، ويظل النداء للعالم بفتح الممرات وتقديم الدعم الفوري هو السبيل الوحيد لمنع تفاقم المأساة. وفي نهاية المطاف، يشكل هذا الوضع دروساً مؤلمة عن تأثير الحروب على الحياة اليومية، مع ضرورة الالتزام بالقيم الإنسانية لصيانة كرامة الإنسان في كل مكان.
تعليقات