ترامب يشن هجوماً لاذعاً على مراسلة في صحيفة أمريكية، معتبراً إياها مسؤولة عن نشر أخبار كاذبة.
خلال رحلته من واشنطن إلى إسرائيل على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان”، واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواجهة مباشرة مع وسائل الإعلام، حيث انتقد مراسلة صحيفة بوليتيكو، داشا برنز، واتهم الصحيفة بنشر تقارير غير دقيقة. وقد رفض ترامب الإجابة على سؤالها حول احتمال فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الصينية، مطالبًا بمنح فرصة لصحفي آخر. هذا التبادل أبرز التوترات المتزايدة بين الإدارة الأمريكية ووسائل الإعلام، خاصة في سياق السياسات التجارية الدولية.
انتقاد ترامب لوسائل الإعلام
في هذه الواقعة، كان ترامب قد هدد سابقًا بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الواردات من الصين، شرط أن ترفع بكين القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة. سؤال برنز تركز على هذه التهديدات، مما دفع الرئيس إلى اتهام الصحيفة ببث الأخبار الكاذبة، وهو أمر شائع في خطاباته. هذا السلوك يعكس نمطًا متكررًا في إدارة ترامب، حيث كان يرى في وسائل الإعلام عدوًا داخليًا يعيق جهوده السياسية. وفقًا للمقابلات، فإن هذا الحادث لم يكن مجرد تبادل عابر، بل كشف عن عمق الخلافات المتعلقة بالتجارة العالمية، حيث أشار ترامب إلى إمكانية إلغاء اجتماع محتمل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ إذا لم تتحرك بكين نحو حلول عملية. هذا النهج يعزز من صورة ترامب كشخصية حاسمة في السياسة الخارجية، مما يؤثر على العلاقات الدولية بشكل واسع.
توترات الرئيس مع الصحافة
بالعودة إلى تفاصيل الرد، قالت برنز في دفاعها: “سيدي، تحدث إلى كارولين، ستضمن لك”، مشيرة إلى السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت. هذا الرد يبرز كيف أصبحت العلاقة بين ترامب ووسائل الإعلام أكثر توترًا، خاصة خلال رحلاته الرسمية التي تكشف عن جوانب من استراتيجيته الاقتصادية. في السياق الأوسع، فإن تهديدات الرسوم الجمركية على الصين لم تكن جديدة، إذ كانت جزءًا من حملة ترامب للحماية التجارية، حيث رأى فيها وسيلة لتعزيز الاقتصاد الأمريكي وضمان توازن في التجارة الدولية. ومع ذلك، فإن هذه السياسات أثارت مخاوف من حرب تجارية قد تؤثر على الأسواق العالمية، بما في ذلك ارتفاع أسعار السلع وتأثيرها على المستهلكين. يمكن القول إن هذا الصدام مع برنز لم يكن سوى قمة جبل جليد من النزاعات المتواصلة، حيث سعى ترامب دائمًا إلى السيطرة على السرد الإعلامي، مما جعله يواجه انتقادات من منظمات حقوقية وحقوق الإعلام. في نفس الوقت، كشفت الوقائع أن الإدارة الأمريكية كانت تعمل على تعديل اتفاقيات التجارة مع الصين، مع التركيز على القطاعات الحساسة مثل التكنولوجيا والطاقة، لكن الفشل في الوصول إلى اتفاقات سريعة زاد من الضغوط. هذه الأحداث تذكرنا بأهمية دور الصحافة في محاسبة القادة، رغم التحديات التي تواجهها. باختصار، يظل هذا الحادث دليلاً على كيف يمكن للتوترات السياسية أن تتسرب إلى المنصات العامة، مما يؤثر على الرأي العام ويحفز النقاشات حول الحرية الصحفية في عصر السياسة الدولية. ومع استمرار الجدل، يبقى من المهم مراقبة كيفية تأثير ذلك على العلاقات بين الولايات المتحدة ودول أخرى، خاصة في ظل التحولات الاقتصادية العالمية.
تعليقات