أمطار غزيرة تغمر 20 قرية وتؤدي إلى انقطاع كهربائي مستمر يغلفها في الظلام.

تسببت الأمطار الغزيرة والزوابع الرعدية في تعطيل الحياة اليومية لسكان جنوب محافظة الحرث، حيث أدى ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من المناطق. هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، إذ يعاني الأهالي من تردد هذه المشكلات مع كل موجة أمطار، مما يعزز من شعورهم بالإحباط والاستياء.

انقطاع الكهرباء بسبب الأمطار الغزيرة

في الساعات الأخيرة، أدت العواصف الرعدية الشديدة إلى قطوع كهربائي شامل في نحو 20 قرية جنوب محافظة الحرث، حيث بقيت هذه المناطق غارقة في الظلام منذ الخامسة مساءً. يصف السكان هذا الوضع بأنه كارثة متكررة، حيث تتسبب الأمطار في إتلاف الشبكات الكهربائية، مما يؤدي إلى انقطاعات طويلة الأمد تصل أحياناً إلى ست ساعات متواصلة. الأهالي، الذين يعتمدون على الكهرباء للإضاءة والتبريد والحفاظ على الطعام، أعربوا عن غضبهم الشديد من عدم وجود حلول دائمة لهذه المشكلة، مطالبين بتدخل فوري لتحسين البنية التحتية وتعويضهم عن الضرر المادي والنفسي الناتج عن هذه الانقطاعات. في قرى مثل الراحة والقرى المجاورة، أصبحت هذه الحوادث جزءاً من الحياة اليومية، حيث يضطر الناس إلى التعامل مع الظروف الصعبة في أوقات الطقس السيئ، مما يعيق أنشطتهم الروتينية مثل الدراسة، العمل، أو حتى الرعاية الصحية الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك، لم يقتصر الأمر على الظلام فقط، بل أدى انقطاع الكهرباء إلى تفاقم مشكلات أخرى، مثل انتشار البعوض بشكل كثيف في هذه المناطق، خاصة خلال ساعات الليل. هذا الوضع يعرض السكان لمخاطر صحية إضافية، حيث يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل الملاريا أو الحمى، في ظل عدم توفر وسائل الوقاية الأساسية مثل المبيدات أو التهوية المناسبة. الشركة المسؤولة عن توريد الكهرباء في المنطقة نفت تأخير الاستجابة، مؤكدة أن فرق الصيانة تعمل على قدم وساق لإصلاح الأعطال الناتجة عن الأمطار، لكنها اعترفت بأن الشبكة الحالية غير مقاومة بما يكفي لمثل هذه الظروف الجوية. هذه التأكيدات، وإن كانت مطمئنة إلى حد ما، لم تخفف من مخاوف السكان، الذين يتساءلون عن الخطط المستقبلية لتجنب تكرار هذه الحالات.

عطل الشبكة الكهربائية وتداعياته

يُعد عطل الشبكة الكهربائية في هذه المناطق دليلاً واضحاً على الحاجة الملحة لتحديث البنية التحتية، حيث أن الأمطار الغزيرة تكشف نقاط الضعف في الشبكات القديمة غير المحمية. في الواقع، لم يقتصر تأثير هذه الأعطال على الحياة اليومية فحسب، بل امتد إلى الجوانب الاقتصادية، إذ يؤدي انقطاع الكهرباء إلى خسائر مالية كبيرة للسكان، مثل تلف المواشي أو الفساد السريع للمنتجات الزراعية التي تعتمد على التبريد. كما أن الأطفال والمسنين هم الأكثر تضرراً، حيث يواجهون صعوبة في النوم بسبب الحرارة المتزايدة والحشرات، مما يؤثر على صحتهم وأدائهم المدرسي. من جانب آخر، يرى خبراء في قطاع الطاقة أن هذه المشكلات تنبع من نقص الاستثمار في تقنيات مقاومة للعوامل الجوية، مثل وضع كابلات محمية أو استخدام محطات كهرباء بديلة. لذا، من الضروري أن تتخذ الجهات المعنية خطوات فورية لتطوير حلول مستدامة، سواء من خلال برامج تدريب للصيانة أو مشاريع تحسينية للشبكات.

في الختام، يظل انقطاع الكهرباء في جنوب محافظة الحرث تحدياً كبيراً يتطلب جهوداً مشتركة من السلطات والشركات المسؤولة. إذا لم يتم التعامل مع هذه المشكلة بشكل جذري، فإن السكان سيعانون من تكرار هذه الحالات مع كل موسم أمطار، مما يعيق تقدمهم ويقلل من جودة حياتهم. من المهم التركيز على بناء مستقبل أكثر أماناً واستدامة للمناطق الريفية، حيث يمكن أن يساهم ذلك في تعزيز الثقة بين المجتمع والجهات الرسمية. بهذه الطريقة، يمكن تحويل هذه المشكلات إلى فرص للتحسين والتطوير، مما يضمن حياة أفضل لجميع السكان.