أخيراً.. تدفق كبير للمساعدات يصل إلى غزة بعد أشهر من الانتظار، بينما يعود آلاف الفلسطينيين إلى منازلهم المهدمة.
عودة النازحين إلى غزة
عاد آلاف من النازحين الفلسطينيين إلى مدينة غزة بعد بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مما يعكس أملاً متزايداً في عودة الاستقرار. في الوقت نفسه، بدأ نقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد أشهر من القلق المتزايد بشأن نقص الغذاء والأمن الغذائي، حيث تهدد جوع الأطفال والسكان العديد منهم. تشمل هذه المساعدات الطعام والإمدادات الطبية الأساسية، التي تهدف إلى تخفيف العبء على السكان الذين تعرضوا للنزوح والمعاناة طوال فترة النزاع. يُعتبر هذا التحرك خطوة أولى نحو استعادة الحياة اليومية في المنطقة، خاصة مع بدء إعادة الإعمار لبعض المناطق المتضررة.
الوضع في القطاع
أظهرت صور من طائرات بدون طيار كيف تحولت مساحات واسعة من غزة إلى أكوام من الركام بعد عامين من الصراع المستمر، مما يبرز مدى التدمير الذي لحق بالمنازل والمباني العامة. وفقاً لتقديرات، بلغ عدد الفلسطينيين النازحين من المدينة حتى سبتمبر حوالي 640 ألف شخص، وهو رقم يمثل نحو 90% من السكان قبل اندلاع الحرب، مما يؤكد على حجم الكارثة الإنسانية. كما يُقدر أن حوالي 10 آلاف فلسطيني قد دُفنوا تحت الأنقاض منذ بدء الغارات في 7 أكتوبر 2023، في حين تم انتشال نحو 150 جثة في اليوم الأول من وقف إطلاق النار وحده، وفقاً لجهود الفرق المحلية.
مع بدء دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات، يواجه سكان غزة تحديات جسيمة، حيث يهدد سوء التغذية حياة أكثر من 132 ألف طفل، وفقاً للتقارير المتعلقة بالأزمة. هذا الوضع يعزز الحاجة الملحة لدعم دولي شامل، بما في ذلك إمدادات غذائية وخدمات صحية، لمنع تفاقم الكارثة. في الوقت نفسه، تعمل الجهود على الأرض لإعادة توطين العائلات النازحة والتعامل مع الآثار النفسية طويلة الأمد للنزاع، حيث يسعى الكثيرون لإعادة بناء حياتهم رغم الدمار الواسع. يشمل ذلك ترميم المدارس والمستشفيات التي دمرت، وتوفير فرص عمل مؤقتة للمصابين اقتصادياً.
في السياق الأوسع، يمثل وقف إطلاق النار فرصة للحوار والسلام المستدام، مع التركيز على تعزيز الجهود الإنسانية لتلبية احتياجات السكان. الآن، مع عودة بعض النازحين، يبرز أهمية دعم الإعادة التدريجية للحياة الطبيعية، بما في ذلك تحسين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه. هذا التحول يعكس الإرادة الجماعية للبقاء والاستمرار، رغم التحديات، حيث يأمل المجتمع المحلي في مستقبل أفضل يتجاوز آثار الصراع. في النهاية، يظل التركيز على حماية الأجيال القادمة من التأثيرات السلبية، من خلال بناء شراكات إقليمية ودولية لتعزيز السلام واستدامة التنمية.
تعليقات