$1.3 Trillion Annually to Meet Global Biodiversity Goals

1.3 تريليون دولار لتحقيق الأهداف العالمية للتنوع الحيوي سنوياً

في عصرنا الحالي، حيث يواجه الكوكب تهديدات متزايدة مثل تغير المناخ، فقدان الغابات، والتصحر، أصبح التنوع الحيوي -أو التنوع البيولوجي- أمرًا حيويًا لاستمرار الحياة على الأرض. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يتطلب تحقيق الأهداف العالمية للحفاظ على التنوع الحيوي استثمارًا سنويًا يصل إلى 1.3 تريليون دولار. هذا الرقم الهائل، الذي تم تحديده خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (COP15) في عام 2022، يمثل خطوة أساسية لإنقاذ الأنظمة البيئية وضمان مستقبل مستدام. في هذا المقال، سنستعرض أهمية هذا الاستثمار، التحديات المرتبطة به، والطرق لتحقيقه.

ما هو التنوع الحيوي ولماذا يحتاج إلى تمويل ضخم؟

التنوع الحيوي يشير إلى التنوع في النظم الحية، بما في ذلك الحيوانات، النباتات، الفطريات، والكائنات الدقيقة، بالإضافة إلى التفاعلات بينها وبين البيئة. يُقدر أن هناك ملايين الأنواع على كوكب الأرض، لكن نحو مليون نوع تواجه خطر الانقراض في السنوات القليلة القادمة بسبب النشاط البشري. الأهداف العالمية للتنوع الحيوي، مثل تلك الموضوعة في اتفاقية مونتريال للتنوع البيولوجي لعام 2022، تهدف إلى وقف فقدان التنوع بنسبة 50% بحلول عام 2030، وحماية 30% من الأراضي والمياه، بالإضافة إلى إعادة تأهيل النظم البيئية المهددة.

لماذا يحتاج ذلك إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا؟ يقول تقرير الأمم المتحدة إن هذا المبلغ ضروري لتغطية التكاليف المتعلقة بالحفاظ على الغابات، مكافحة التلوث، وتعزيز الزراعة المستدامة. على سبيل المثال، فقدان الغابات وحده يسبب فقدانًا اقتصاديًا سنويًا يصل إلى 150 مليار دولار بسبب تآكل التربة وانخفاض الإنتاج الزراعي. بالإضافة إلى ذلك، يساهم التنوع الحيوي في الاقتصاد العالمي بشكل كبير؛ حيث يعتمد نحو 80% من الغذاء العالمي على النظم البيئية، كما يوفر الأدوية والموارد الطبيعية. لذا، الاستثمار في التنوع الحيوي ليس ترفًا، بل ضرورة اقتصادية وأخلاقية.

التحديات في تحقيق هذه الأهداف

رغم وضوح الحاجة، إلا أن تحقيق هذا الاستثمار يواجه تحديات كبيرة. أولاً، يعاني العالم من نقص التمويل، حيث يصل الاستثمار الحالي في التنوع الحيوي إلى حوالي 100-200 مليار دولار سنويًا فقط، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO). هذا يعني فجوة تمويلية هائلة تبلغ حوالي 1.1 تريليون دولار. ثانيًا، يتعزز الفقدان البيئي بسبب العوامل البشرية مثل التصنيع، الزراعة غير المستدامة، والتغير المناخي، الذي يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتدمير الموائل الطبيعية.

كما أن التوزيع غير المتكافئ للثروة يعيق الجهود، حيث تتحمل الدول النامية عبئًا أكبر من فقدان التنوع الحيوي، مثل الغابات الاستوائية في البرازيل وإندونيسيا، لكنها تفتقر إلى الموارد اللازمة. على سبيل المثال، في أفريقيا، يفقد القارة آلاف الكيلومترات المربعة من الغابات سنويًا بسبب الزراعة، مما يؤثر على حياة ملايين السكان. وفقًا للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، “إذا لم نعمل الآن، فإن جيلنا القادم سيرث كوكبًا فقيرًا بالحياة”.

كيف يمكن جمع هذا المبلغ وتحقيق النتائج؟

لجمع 1.3 تريليون دولار سنويًا، يجب الاعتماد على مزيج من المصادر. أولاً، يمكن للحكومات تعزيز التمويل العام من خلال زيادة الضرائب على الشركات الملوثة، مثل شركات النفط والفحم، واستخدامها لتمويل مشاريع البيئة. ثانيًا، يلعب القطاع الخاص دورًا حاسمًا؛ فالشركات يمكن أن تستثمر في مشاريع خضراء، مثل الزراعة المستدامة أو إعادة تأهيل الموائل، لتحقيق ربحية طويلة الأمد. على سبيل المثال، شركات مثل Microsoft وUnilever قد شاركت بالفعل في مبادرات للحفاظ على الغابات.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق التنوع البيولوجي توجيه التمويل نحو الدول النامية. كما يجب تشجيع الابتكار، مثل استخدام التكنولوجيا لمراقبة الغابات عبر الأقمار الصناعية، أو دعم الزراعة العضوية التي تحافظ على التربة. على المستوى الفردي، يمكن للمواطنين المساهمة من خلال دعم المنظمات البيئية أو تبني عادات أكثر استدامة، مثل تقليل الاستهلاك غير الضروري.

خاتمة: دعوة للعمل العاجل

في الختام، يمثل 1.3 تريليون دولار فرصة لإنقاذ كوكبنا، لكنه يتطلب التزامًا جماعيًا من الحكومات، الشركات، والأفراد. كما قال تقرير الأمم المتحدة، “الاستثمار في التنوع الحيوي هو استثمار في مستقبلنا”. إذا لم نتحرك الآن لسد الفجوة التمويلية، فإن عواقب فقدان التنوع الحيوي ستكون كارثية، من خلال تفاقم الجوع، الأمراض، والتغير المناخي. لذا، دعونا نعمل معًا لتحويل هذا الرقم الضخم إلى واقع يحمي كوكبنا ويضمن حياة أفضل للأجيال القادمة. هل أنت مستعد للمساهمة؟