الإمارات.. عامان من الدعم والإغاثة الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين في غزة
صحيفة الخليج – الخليج
في ظل التحديات الإنسانية الشديدة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، استمرت الإمارات العربية المتحدة في أداء دورها الإنساني النبيل، مواصلة دعمها وإغاثتها للأشقاء في فلسطين على مدار عامين متتاليين. منذ اندلاع الأزمة الأخيرة في عام 2021، التي شهدت تصعيداً عسكرياً وإنسانياً غير مسبوق، عملت الإمارات بكل جهد لتخفيف معاناة المدنيين، رافعة شعار الوحدة العربية والتضامن الإنساني. في هذا التقرير، نستعرض جهود الإمارات في هذا المجال، التي تجسد قيم التعاون الدولي والمسؤولية الإنسانية.
بداية الجهود وأهدافها
بدأت جهود الإمارات الإغاثية المنظمة لقطاع غزة عقب التصعيد العسكري في مايو 2021، حينما أعلنت القيادة الإماراتية تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني. على مر هذين العامين، ركزت الإمارات على توفير الاحتياجات الأساسية للسكان، مثل الغذاء والدواء والإمدادات الطبية، بالإضافة إلى دعم البنية التحتية، وذلك كرد فعل سريع ومنظم تجاه الكوارث المتكررة في المنطقة. كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في إحدى التصريحات، أن “الإمارات لن تتردد في مساعدة إخوتنا في فلسطين، فهذا واجب إنساني وعربي يعكس قيمنا الإسلامية والإنسانية”.
وفقاً للبيانات الرسمية من وزارة الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، بلغ حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات لغزة خلال هذين العامين أكثر من 500 مليون درهم إماراتي، وشملت آلاف الشحنات الجوية والبحرية. هذه الجهود لم تكن عشوائية، بل جاءت ضمن خطة شاملة تهدف إلى تعزيز القدرة على الصمود لدى سكان غزة، الذين يعانون من نقص شديد في الموارد الأساسية بسبب الحصار والصراعات المستمرة.
أبرز الإنجازات والمبادرات
شهدت الفترة الماضية سلسلة من المبادرات الإماراتية التي تركت تأثيراً ملموساً على أرض الواقع. على سبيل المثال، أنشأت الإمارات مستشفيات ميدانية في غزة، حيث تم تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية لعلاج الجرحى والمرضى. وفي أكتوبر 2022، أرسلت الإمارات حملة إغاثية ضخمة تضمنت 50 طناً من المساعدات الطبية والغذائية، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أونيب). كما تم التعاون مع الصليب الأحمر الدولي لإجلاء بعض الجرحى والمرضى إلى مستشفيات إماراتية، حيث تلقوا العلاج اللازم.
في مجال الدعم الغذائي، ساهمت الإمارات في تمويل برامج غذائية طارئة، حيث قدمت آلاف الأطنان من المواد الغذائية الأساسية، مثل الدقيق والأرز والزيت، لمواجهة خطر المجاعة الذي يهدد السكان. وفقاً لتقرير صادر عن البرنامج الإغاثي الإماراتي، تم مساعدة أكثر من مليون فلسطيني في غزة خلال هذه الفترة، مما ساهم في خفض معدلات الفقر والجوع بنسبة ملحوظة.
كما لم تنسَ الإمارات الجانب التعليمي والنفسي، حيث دعمت برامج لتعليم الأطفال في المدارس المدمرة، بالإضافة إلى تقديم دعم نفسي للمتضررين من النزاعات. في تصريح لصحيفة الخليج، أكدت مديرة البرنامج الإغاثي في وزارة الخارجية الإماراتية أن “هذه الجهود جزء من رؤية الإمارات للسلام والاستقرار في المنطقة، ولن نتوانى عن تعزيزها”.
التأثير والتحديات
رغم النجاحات، تواجه جهود الإمارات تحديات كبيرة، مثل الصعوبات اللوجستية في دخول المساعدات إلى غزة بسبب الحصار، والتأثيرات السياسية على عمليات الإغاثة. ومع ذلك، أدت هذه المساعدات إلى تعزيز الصورة الإيجابية للإمارات دولياً، حيث حظيت بثناء من منظمات إنسانية عالمية. في تقريره السنوي، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنوتي الجهود الإماراتية بأنها “مثال للتضامن العربي في أوقات الأزمات”.
الخاتمة: التزام مستمر نحو السلام
مع مرور عامين على بدء هذه الجهود، يظل التزام الإمارات بالدعم الإنساني للفلسطينيين في غزة قوياً ومستمراً. هذه الجهود ليست مجرد مساعدات عابرة، بل هي تعبير عن الروابط التاريخية بين الشعوب العربية، ونداء للسلام الشامل في المنطقة. في ظل الظروف المتقلبة، تؤكد الإمارات أنها جاهزة لتعزيز شراكاتها مع الدول والمنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات بشكل أكبر. إن استمرار هذا الدعم يرسل رسالة واضحة: أن الوحدة العربية هي مفتاح التعافي والأمل للجميع.
في الختام، يعكس دور الإمارات في غزة قيم الإنسانية والتآزر، معلناً أن الطريق إلى السلام يبدأ بالعمل الإيجابي على الأرض.
تعليقات