ظهور الفراعنة في الكالتشيو الإيطالي
في ذلك اليوم نفسه من تاريخ 12 أكتوبر 1996، كان حازم إمام، نجم منتخب مصر السابق وفريق الزمالك، يخطو خطوة تاريخية باتجاه الدوري الإيطالي الشهير. شارك إمام كبديل للاعب رافاييل سيرجيو في الدقيقة 62 من مباراة أودينيزي أمام نابولي، والتي انتهت بالتعادل 1-1 على أرض ملعب سان باولو، ضمن منافسات الجولة الخامسة من موسم الكالتشيو 1996-97. هذه المباراة لم تكن مجرد لقاء عادي، بل كانت بداية عصر جديد لكرة القدم المصرية في أوروبا، حيث أصبح حازم إمام أول لاعب مصري يخوض تجربة احترافية رسمية في الدوري الإيطالي الممتاز. من هنا، انطلقت رحلة إمام المهنية التي امتدت إلى إيطاليا وهولندا حتى عام 2000، عندما قرر العودة إلى نادي الزمالك لإنهاء مسيرته الأوروبية.
خلال فترة إقامته مع أودينيزي، لعب حازم إمام في 11 مباراة بالدوري الإيطالي، حيث حصل على 220 دقيقة من الفرص، بالإضافة إلى 128 دقيقة في ثلاث مباريات بكأس إيطاليا، و27 دقيقة في مباراتين ضمن الدوري الأوروبي. هذه الإحصائيات، على الرغم من عدم كونها كبيرة، إلا أنها رسمت الطريق لجيل جديد من اللاعبين المصريين الذين تطلعوا إلى تحقيق النجاح في الكالتشيو. بعد إمام مباشرة، استمر مسلسل مشاركة اللاعبين المصريين في الدوري الإيطالي، حيث لحق به هاني سعيد، المدافع السابق للنادي الأهلي، عندما انضم إلى باري في موسم 1998-99. ثم جاء دور أحمد حسام “ميدو”، الذي انضم إلى روما في عام 2004، متسلحاً بمهاراته الهجومية التي أثبتت نفسها في أكبر المسابقات. لاحقاً، انضم أحمد حجازي، مدافع النادي الإسماعيلي السابق، إلى فيورنتينا في عام 2012، محطماً حواجز الدفاعات الإيطالية بقوته وثباته. أما اللاعب الأبرز في هذا السجل، فهو محمد صلاح، نجم مصر وليفربول الحالي، الذي بدأ رحلته في إيطاليا مع فيورنتينا في 2015 ثم انتقل إلى روما في 2016، حيث قدم أداءً استثنائياً جعله من أشهر اللاعبين في التاريخ الرياضي المصري.
مشاركة اللاعبين المصريين في الدوري الإيطالي
يعكس ظهور اللاعبين المصريين في الكالتشيو تطور كرة القدم المصرية عالمياً، حيث أصبح الدوري الإيطالي وجهة مفضلة للعديد من المواهب الناشئة. بدأت هذه القصة مع حازم إمام، الذي فتح الباب لأقرانه، مما أدى إلى زيادة التنافسية والاعتراف الدولي. في السنوات اللاحقة، لم يقتصر الأمر على الظهور فقط، بل امتد إلى تأثير حقيقي على المنافسات، حيث ساهم هؤلاء اللاعبون في تعزيز مستوى الفرق الإيطالية. على سبيل المثال، كان هاني سعيد يقدم دعماً دفاعياً قوياً في باري، بينما أضاف ميدو لمسة هجومية حيوية إلى روما، مما ساعد الفريق في تحقيق نتائج إيجابية في الدوري. أما حجازي، فقد كان نموذجاً للدفاع الصلب في فيورنتينا، حيث ساعد في تعزيز خطوط الدفاع خلال مباريات حاسمة. وأخيراً، محمد صلاح لم يكن مجرد لاعب آخر؛ بل كان قصة نجاح تامة، حيث سجل أهدافاً وأداءً أثار إعجاب الجماهير والمدربين على حد سواء.
هذا التمثيل المستمر لللاعبين المصريين في الكالتشيو يظهر كيف أصبح الدوري الإيطالي ساحة لإثبات القدرات العربية، خاصة من مصر. منذ مشاركة إمام، شهدت الكرة المصرية تقدماً ملحوظاً، مع زيادة الفرص للشباب في الاتحادات الأوروبية. هذه الرحلات ليست فقط عن الألقاب أو الإنجازات الفردية، بل عن بناء جسر بين الكرة المصرية والعالمية، مما يلهم الأجيال الجديدة لتحقيق المزيد. اليوم، يُعتبر إرث هؤلاء اللاعبين جزءاً أساسياً من تاريخ الكرة المصرية، حيث يستمر الفراعنة في صنع التاريخ في إيطاليا وما جاورها.

تعليقات