“المصافي” توقع مذكرة تفاهم غير ملزمة مع “جو انرجي” لتطوير إنتاج الأمونيا بالسعودية

بقلم: [اسم الكاتب أو المصدر، إذا لزم]

في خطوة تجسد التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز قطاع الطاقة المستدامة، أعلنت شركة “المصافي”، التابعة لشركة أرامكو السعودية، عن توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة مع شركة “جو انرجي” (GE Energy)، وذلك لتطوير إنتاج الأمونيا في السعودية. تأتي هذه الاتفاقية في سياق جهود المملكة لتحقيق رؤية 2030، التي تركز على تنويع الاقتصاد وتقليل الانبعاثات البيئية من خلال الابتكار في الصناعات الكيماوية.

خلفية الاتفاقية

المصافي، وهي إحدى كبرى الشركات السعودية في مجال البتروكيماويات والطاقة، تعمل على تعزيز قدرتها الإنتاجية وتطوير تقنيات مستدامة لمواكبة الطلب العالمي المتزايد على المنتجات الكيماوية. من جانبها، شركة “جو انرجي”، وهي فرع من شركة جنرال إلكتريك (GE) المتخصصة في حلول الطاقة والكهرباء، تتمتع بخبرة واسعة في تطوير تقنيات الطاقة النظيفة وتحويل الطاقة. هذا التعاون يهدف إلى استكشاف فرص لإنشاء منشآت إنتاج أمونيا حديثة، مع التركيز على الأمونيا الأزرق أو الأخضر، الذي يُنتج بطرق أكثر كفاءة بيئية.

الأمونيا، المعروفة علميًا باسم NH3، هي مادة أساسية في صناعة الأسمدة، وكذلك في قطاعات مثل الطاقة والصناعات الكيماوية. وفقًا لتقارير دولية، يُتوقع أن يشهد سوق الأمونيا نموًا سريعًا خلال السنوات المقبلة، خاصة مع الاهتمام المتزايد باستخدامها كوقود نظيف في قطاع النقل البحري والطائرات. في السعودية، يُمثل إنتاج الأمونيا جزءًا حيويًا من الاقتصاد، حيث تساهم الغاز الطبيعي الوفير في جعل البلاد من المنتجين الرئيسيين عالميًا.

تفاصيل المذكرة

تغطي مذكرة التفاهم، التي تم توقيعها في اجتماع مشترك بين الجانبين، مجالات عديدة تشمل الدراسات الأولية للمشاريع، تبادل الخبرات التقنية، وتطوير التقنيات لتحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الانبعاثات الضارة. على الرغم من أن المذكرة غير ملزمة قانونيًا، إلا أنها تمثل خطوة أولى نحو اتفاقيات أكثر تفصيلاً قد تشمل استثمارات مشتركة تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.

من المتوقع أن يركز التعاون على:

• تطوير تقنيات إنتاج الأمونيا الخضر: باستخدام الطاقة المتجددة مثل الرياح أو الطاقة الشمسية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
• تحسين الكفاءة التشغيلية: من خلال تطبيق تقنيات حديثة لتقليل استهلاك الطاقة وضمان الامتثال لمعايير البيئة الدولية.
• الاستثمار في البنية التحتية: دعم بناء مصانع جديدة في مناطق مثل المناطق الصناعية في الشرقية أو جبيل، لتعزيز القدرات المحلية وخلق فرص عمل.

كما أكدت المصافي في بيانها أن هذا التعاون سيسهم في تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، من خلال تقليل الكربون في عمليات الإنتاج. وفي السياق نفسه، ذكرت شركة “جو انرجي” أنها مستعدة لتقديم تقنياتها المتقدمة لدعم هذه المبادرة.

أهمية الاتفاق في سياق السعودية

يأتي هذا الاتفاق في وقت يشهد فيه الاقتصاد السعودي تحولًا كبيرًا نحو الاستدامة، حيث تهدف رؤية 2030 إلى جعل البلاد مركزًا عالميًا للطاقة النظيفة. يُقدر أن إنتاج الأمونيا في السعودية يبلغ حوالي 20 مليون طن سنويًا، وهو يمثل مصدرًا رئيسيًا للصادرات. ومع ذلك، فإن التحديات البيئية، مثل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تجعل من الضروري تبني تقنيات جديدة.

يساهم هذا التعاون أيضًا في تعزيز الشراكات الدولية، مما يعزز مكانة السعودية كمحور للابتكار في الشرق الأوسط. وفقًا لخبراء، فإن تطوير إنتاج الأمونيا سيوفر فرصًا اقتصادية، بما في ذلك خلق آلاف الوظائف في قطاعات الهندسة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى دعم الأمن الغذائي من خلال زيادة إنتاج الأسمدة.

الآفاق المستقبلية

مع توقيع هذه المذكرة، يتطلع الطرفان إلى إجراء دراسات تفصيلية خلال الأشهر المقبلة لتحديد خطط التنفيذ. إذا نجحت، فإن هذه الشراكة قد تكون نموذجًا لمشاريع أخرى في مجال الطاقة المستدامة. وفي الختام، يُعد هذا الاتفاق دليلاً على التزام السعودية بالقيادة في التحول الاقتصادي، مع التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.

ستتابع “المصافي” و”جو انرجي” تطوير هذه الشراكة لتحقيق فوائد مشتركة، مع التركيز على بناء مستقبل أكثر استدامة للجيل القادم.