بالفيديو.. عبدالله الودعاني يسرد قصة والده في دار الأيتام ويكشف كيف وجد جده بعد 27 عامًا!

روى عبدالله الودعاني، خلال لقاء مع بودكاست “الملز”، قصة والده الذي عاش في دار الأيتام، مما يسلط الضوء على تحديات العائلات في الماضي. القصة تبدأ من قرية الأفلاج في السعودية، حيث انتقل جد الودعاني، صالح، إلى الكويت ليبني حياة جديدة. هناك، تزوج من جدة الودعاني، مريم الشمري، ثم عاد إلى الخفجي حيث ولد والد عبدالله. هذه الرحلة الأولى تعكس كيف كانت الحياة مليئة بالتنقلات بحثاً عن الاستقرار في تلك العصور.

صحيفة المرصد تكشف تفاصيل القصة العائلية

في هذا السياق، يروي الودعاني كيف غير حادث مفاجئ مسار العائلة إلى الأبد. كان جد صالح قد تعرض لحادث أدى إلى دخوله في غيبوبة، ومع ضعف وسائل الاتصال في ذلك الزمان، فقد العائلة أثره تماماً. هذا الحادث دفع جدة الودعاني، مريم، للعودة إلى الكويت ثم التخطيط للانتقال إلى العراق مع والد عبدالله، الذي كان طفلاً صغيراً آنذاك. الوصف الذي قدمه الودعاني يظهر كيف كانت الحياة صعبة، حيث لم تكن هناك وسائل سهلة للتواصل أو السفر، مما جعل الفوضى تسود في مثل هذه الظروف.

القصة تتطور مع الوصول إلى الحدود السعودية، حيث واجهت مريم عقبة كبيرة. السلطات أبلغتها أن ابنها، والد عبدالله، يحمل جنسية سعودية ولا يمكنه الخروج دون تصريح رسمي. وفقاً لرواية الودعاني، رفضت جدته التخلي عن الطفل، لكنها واجهت خياراً محرجاً: إما أن تتركه وتعود إلى العراق وحدها، أو تحاول البقاء في السعودية دون وثائق رسمية. في النهاية، تم سحب الطفل منها، ووضع في دار رعاية، بينما عادت هي إلى العراق. هذا الفراق يبرز الصعوبات الإدارية والعاطفية التي واجهتها العائلات في تلك الحقبة، حيث كانت القوانين صارمة والحماية للأطفال محدودة.

السيرة الشخصية للعائلة في ظل التحديات

مع مرور السنوات، وجد والد عبدالله نفسه في دار رعاية، حيث تبناه رجل آخر يدعى عبدالله، الذي رباه كأنه ابنه الحقيقي لمدة 27 عاماً. هذا التبني كان نقطة تحول، حيث قدم الجد الجديد دعماً عاطفياً ومادياً، مما ساعد الطفل على البقاء والنمو رغم الظروف القاسية. يصف الودعاني هذه الفترة بأنها مليئة بالصبر والأمل، حيث تعلم والده من خلالها قيم التحمل والعمل الدؤوب. هذا الجانب من القصة يعكس كيف كانت دور الرعاية في ذلك الزمان تقوم بدور أبوي، على الرغم من نقص الدعم الحكومي في بعض الأحيان.

أما النهاية المؤثرة، فهي تلتقي مع لقاء والد الودعاني بجديه الأصلي، صالح، بعد سنوات طويلة من الفراق. عندما التقيا، عرف صالح ابنه فوراً وأخذه إلى المنزل، حيث أقيمت احتفالية كبيرة للاحتفاء باللقاء. يقول الودعاني إن جد صالح قال لابنه: “كنت أدعو الله ألا يأخذ أمانته حتى ألتقي بك”، وهو ما يعبر عن العلاقة العميقة والألم الذي حملته العائلة. للأسف، توفي صالح بعد ثلاثة أشهر فقط من هذا اللقاء، مما جعل القصة أكثر درامية. هذه التفاصيل تبرز قوة الروابط الأسرية وكيف يمكن للأقدار أن تغير حياة الأفراد بأكملها.

في الختام، تقدم قصة عائلة الودعاني دروساً قيمة عن الإصرار والأمل في وجه الصعاب. من الأفلاج إلى الكويت وصولاً إلى الخفجي، تجسد هذه الرحلة التنقلات التاريخية للعديد من العائلات السعودية، محافظة على تراث الشجاعة والصمود. الودعاني يرى في هذه القصة مصدر إلهام، حيث أدت إلى تمسك أفراد العائلة بقيمهم الإنسانية، مما يدفعنا للتأمل في كيف يمكن لقصص الماضي أن تشكل حاضرنا. هذه السيرة تدل على أن الفراق، مهما طال، يمكن أن ينتهي بلقاء يعيد الاعتبار للعلاقات الأسرية.