في مثل هذا اليوم من عام 1975، يظل اسم مختار مختار رمزاً للعظمة في تاريخ كرة القدم المصرية، حيث سجل أول أهدافه مع النادي الأهلي في مواجهة المنيا خلال بطولة الدوري. كان ذلك اليوم، تحديداً في 12 أكتوبر، نقطة تحول في مسيرته، إذ ساهم بهدفه في فوز فريقه بنتيجة ساحقة بستة أهداف دون رد، إلى جانب أهداف زميليه زيزو (الذي سجل هدفين) وطاهر الشيخ (أيضاً هدفين)، بالإضافة إلى محمود الخطيب. هذا النصر لم يكن مجرد نتيجة، بل كان بداية لسلسلة من الإنجازات التي جعلت مختار مختار أحد أبرز نجوم القلعة الحمراء، بعدما بدأ رحلته في كرة القدم مع نادي إيسكو قبل الانتقال إلى الأهلي في موسم 1975-1976.
مختار مختار: البصمة الأسطورية في كرة القدم
منذ دخوله القلعة الحمراء، حقق مختار مختار نجاحات مذهلة على مدار نحو ثمانية مواسم، حيث كان لاعباً في الوسط ساهم بشكل أساسي في تحقيق ستة ألقاب للدوري المصري وثلاثة ألقاب لكأس مصر. لقد كان جزءاً من الجيل التاريخي الذي توج الأهلي بلقب دوري أبطال أفريقيا لأول مرة في عام 1982، مما جعله أسطورة في سجلات النادي. على المستوى الدولي، شارك في 42 مباراة دولية مع منتخب مصر، حيث أضاف إلى إرثه العديد من اللحظات الاستثنائية التي تجسد التفاني والمهارة في كرة القدم. يُذكر أن مسيرته لم تكن محصورة في الملاعب فقط، بل امتدت لتشمل الدور الذي لعبه في تعزيز الروح الجماعية للفريق، مما جعله رمزاً للشباب المصري الرياضي.
مسيرة نجم الأهلي التدريبية
بعد نهاية مسيرته كلاعب، تحول مختار مختار إلى مدرب بارع، حيث بدأ عمله في قطاع الناشئين بالأهلي قبل أن يتولى مناصب أكبر، مثل عمله إلى جانب البرتغالي مانويل جوزيه في الفريق الأول. حقق خلال فترته التدريبية إنجازات بارزة، مثل قيادة نادي إنبي للفوز بلقب كأس مصر عام 2011 بعد هزيمة الزمالك في النهائي. كما تولى تدريب أندية أخرى مثل غزل المحلة والمصري وبتروجيت، حيث أبرز قدراته في إدارة الفرق، خاصة مع بتروجيت بين عامي 2005 و2010، حيث حقق نتائج قوية. تجربته امتدت إلى الأندية العربية، بما في ذلك الوحدات السعودي وظفار والعروبة في الدوري العماني، مما أكد تنوع خبراته. أما أحدث تجاربه التدريبية، فقد كانت مع الإنتاج الحربي في عام 2021، قبل أن يعود إلى الأهلي في أغسطس 2024 ليتولى منصب رئيس لجنة التخطيط لكرة القدم، خلفاً لمحسن صالح. هذا الدور الجديد يعكس استمرار إرثه في دعم الكرة المصرية، حيث يسعى لتطوير الخطط الاستراتيجية التي تعزز مستقبل النادي.
تجسد قصة مختار مختار مزيجاً فريداً بين الإنجاز الرياضي والقيادة التدريبية، مما يجعله نموذجاً لللاعبين والمدربين في مصر وأفريقيا. من خلال مساهماته، لم يقتصر أثره على الفوز بالألقاب، بل امتد إلى بناء جيل جديد من اللاعبين، مع التركيز على تطوير المهارات والروح الرياضية. يظل اسم مختار مختار مرتبطاً بالأهلي كأحد أعمدته الأساسية، حيث يستمر في إلهام الجماهير من خلال تاريخه الغني بالنجاحات، سواء كان على أرض الملعب أو في غرفة التدريب. هذا الإرث يؤكد أهمية الالتزام والمهنية في عالم كرة القدم، مما يجعل من قصته مصدر إلهام للأجيال القادمة التي تسعى لتحقيق المجد.

تعليقات