بعد 49 عامًا من التأسيس.. حملة لإنقاذ مدرسة البنين بحصامة المحازرة من خلال الدمج والتكامل

يرى عدد من سكان حصامة المحازرة في شمال شرق محافظة أحد المسارحة أن دمج مدرسة البنين مع مدرسة أبي الكزم، من خلال تقسيم اليوم الدراسي بينهما كما يحدث في مدارس أخرى، يمثل الحل الأمثل للوقوف في وجه التهديد بالإلغاء النهائي. هذه المدرسة، التي تأسست عام 1398 هـ وتعود لنحو 49 عامًا من الخدمة التعليمية، تشكل جزءًا أساسيًا من تاريخ المجتمع المحلي، حيث قدمت تعليمًا لأجيال من الطلاب في المنطقة. يشير السكان إلى أن إدارة التعليم تخطط لنقل الطلاب إلى مدرسة أبي الكزم، مع إعادة توجيه الكادر التعليمي والإداري إلى مدارس أخرى، وهو ما قد يؤدي إلى إغلاقها بشكل دائم، مما يهدد بفقدان مرفق تعليمي حاسم في المنطقة. هذا الاقتراح للدمج ليس مجرد حل فني، بل يعكس جهودًا جماعية للحفاظ على التراث التعليمي، مع الاستفادة من موارد المدارس المجاورة لتعزيز الكفاءة دون الحاجة إلى إغلاق أبواب المدرسة القديمة.

حل الدمج المدرسي

في مواجهة الخطط الرسمية لإعادة هيكلة التعليم في المنطقة، يرى السكان أن دمج مدرسة البنين مع مدرسة أبي الكزم يمكن أن يحافظ على استمرارية التعليم. هذه المدرسة، التي بنيت في عصر سابق، كانت دائمًا نقطة محورية للطلاب في حصامة المحازرة، حيث قدمت فرصًا تعليمية لمئات الطلاب على مر العقود. وفقًا للرأي السائد بين السكان، فإن تقسيم اليوم الدراسي بين المدرستين سيسمح بمشاركة الموارد مثل القاعات والمعلمين، مما يقلل من التكاليف الإدارية ويمنع الحاجة إلى نقل الطلاب بعيدًا عن منازلهم. هذا النهج ليس جديدًا، إذ نجح في مدارس أخرى مشابهة، حيث ساعد في تعزيز الجودة التعليمية دون الإضرار بالمؤسسات القائمة. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي التهديد بالإلغاء إلى مخاوف اجتماعية، حيث قد يؤثر على تماسك المجتمع ويقلل من فرص التعليم للأطفال في المناطق النائية. السكان يدعون إلى دراسة هذا الحل بعناية، معتبرين أنه يوازن بين احتياجات التعليم الحديثة والحفاظ على الإرث المحلي.

التكامل التعليمي كبديل

يُعد التكامل التعليمي بين مدارس حصامة المحازرة وأبي الكزم فرصة لإحياء نظام تعليمي أكثر كفاءة وشمولية. بدلاً من اللجوء إلى إغلاق مدرسة البنين، يمكن أن يؤدي هذا التكامل إلى تحسين التوزيع الزمني للدروس، حيث يقسم اليوم الدراسي ليغطي احتياجات الطلاب من كلا المدرستين دون صراع. هذا النهج يعتمد على نماذج ناجحة في مناطق أخرى، حيث ساعد في زيادة عدد الطلاب المسجلين وتحسين جودة الخدمات التعليمية. ومع ذلك، يحتاج هذا التكامل إلى تنسيق دقيق بين الإدارات، لضمان أن يكون الكادر التعليمي مؤهلاً للتعامل مع التحديات اللوجستية، مثل جدولة الفصول وتوزيع الموارد. السكان يركزون على أهمية مشاركة المجتمع في هذا القرار، حيث يمكن أن يساهم ذلك في بناء ثقة أكبر تجاه الإصلاحات التعليمية. في الختام، يُشكل هذا التكامل خطوة أساسية نحو مستقبل تعليمي مستدام في المنطقة، حيث يحافظ على دور المدرسة التقليدية كعنصر رئيسي في تنمية الشباب. بذلك، يمكن تجنب الآثار السلبية للإلغاء، مثل زيادة المسافات التي يقطعها الطلاب للوصول إلى مدارسهم، أو انخفاض مستويات التعليم الناتج عن نقص الموارد. إن الحفاظ على مدرسة البنين، من خلال هذا الدمج، ليس فقط مسألة تعليمية بل أيضًا اجتماعية واقتصادية، حيث تدعم الاستدامة المحلية وتعزز الروابط الاجتماعية في المجتمع. بشكل عام، يتفق السكان على أن هذا الحل يمكن أن يوفر نموذجًا للتعاون بين المؤسسات التعليمية في المناطق النائية، مما يضمن استمرارية الخدمات دون الحاجة إلى قرارات جذرية قد تكون غير ضرورية. هذا النهج يعكس رغبة المجتمع في المساهمة في حلول محلية، بدلاً من الاعتماد على قرارات مركزية قد تتجاهل السياق المحلي، ويفتح الباب لنقاشات أوسع حول تطوير التعليم في محافظة أحد المسارحة ككل.