Young Girl Survives Severe Burns from ‘Evil Dolls’ Trend

نجاة طفلة مواطنة من حروق بليغة بعد تقليد «تريند الدمى الشريرة»

بقلم: [اسم الكاتب أو المنصة]

في عالم وسائل التواصل الاجتماعي الذي يغزو حياة الأطفال والشباب، يبرز أحيانًا بعض الاتجاهات الخطرة التي تتحول إلى كوابيس حقيقية. من هذه الاتجاهات الحزينة، قصة طفلة صغيرة تجاوزت الموت بعد تعرضها لحروق بليغة بسبب محاولتها تقليد “تريند الدمى الشريرة”، الذي ينتشر كالنار في الهشيم عبر منصات مثل تيك توك وإنستغرام. هذه الحادثة، التي وقعت مؤخرًا في إحدى الدول العربية، تكشف عن مخاطر الاتجاهات الرقمية غير المنضبطة وتدق ناقوس الخطر للوالدين والمجتمع بأسره.

تفاصيل الحادثة المؤلمة

في يوم عادي من أيام الصيف، كانت لمياء (اسم مستعار للطفلة للحفاظ على خصوصيتها)، البالغة من العمر 9 أعوام، وهي مواطنة في دولة عربية، تتصفح هاتف والديها بفضول طفولي. كانت لمياء قد رأت فيديوهات لـ “تريند الدمى الشريرة”، حيث يقوم المشاركون بتلفيف دمى بلاستيكية أو قماشية في مواد قابلة للاحتراق مثل الورق أو الزيت، ثم إشعال النار فيها لإنشاء “تأثيرات مرعبة” تشبه أفلام الرعب. هذا التريند، الذي بدأ كتحدٍ ترفيهي على وسائل التواصل، سرعان ما تحول إلى كارثة عندما قررت لمياء تقليده في المنزل دون أن تدرك الخطر.

وفقًا لرواية أسرتها، حاولت لمياء إعادة الفيديو في غرفة نومها، مستخدمة دمية قديمة وورقًا مشتعلًا. لم يستغرق الأمر دقائق حتى اندلعت النيران بشكل غير متوقع، مما أدى إلى تعرضها لحروق شديدة في الوجه والذراعين والجسم. سمع أفراد العائلة صراخها المرعب، وتم نقلهمها فورًا إلى المستشفى، حيث أجرت عمليات طارئة لمعالجة الحروق البالغة من الدرجة الثانية والثالثة. الطاقم الطبي وصف الحالة بأنها “قريبة من الكارثة”، لكن بفضل التدخل السريع وضمان رعاية طبية متميزة، نجت لمياء من الموت وهي الآن في مرحلة التعافي.

ما هي «تريند الدمى الشريرة» ومخاطره؟

يُعرف “تريند الدمى الشريرة” (Evil Dolls Trend) كتحدٍ اجتماعي يشجع على إنشاء مشاهد درامية تشبه أفلام الرعب، حيث يتم حرق الدمى أو تعريضها للمواد الكيميائية لإنتاج تأثيرات بصرية مذهلة. ظهر هذا الاتجاه لأول مرة على منصات التواصل في أوائل عام 2023، مستوحى من ثقافة الرعب الشعبية، وانتشر بسرعة فائقة بين الأطفال والمراهقين الذين يسعون إلى زيادة عدد المتابعين أو الظهور في الفيديوهات الافتراضية. ومع ذلك، فإن التريند يتجاهل تمامًا الجوانب الأمنية، حيث يتطلب استخدام النار أو المواد المتفجرة في أماكن غير آمنة، مما يزيد من خطر الحروق، الحرائق، أو حتى الوفاة.

في حالة لمياء، لم يكن التريند مجرد لعبة عابرة؛ بل كان سبباً في تعرضها لصدمة نفسية عميقة بالإضافة إلى الآلام البدنية. تقول والدتها في مقابلة مع وسائل إعلامية محلية: “لم أكن أعلم أن هذه الفيديوهات البريئة ظاهريًا يمكن أن تكون قاتلة. كانت لمياء تقلد ما تراه على هاتفها، وفي لحظات قليلة، تحول منزلنا إلى موقع كارثة”. هذه القصة ليست منفردة؛ فقد سجلت منظمات مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) والمنظمات المتخصصة في سلامة الأطفال حالات مشابهة حول العالم، حيث أسفرت بعضها عن وفيات أو إصابات دائمة.

مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي ودروس مستفادة

يُذكر أن اتجاهات مثل “الدمى الشريرة” تعكس مشكلة أكبر في عالم الإنترنت، حيث يغيب الوعي بالمخاطر وسط غزارة المحتوى. وفقًا لتقارير منظمة اليونيسيف، يتعرض الأطفال لمحتوى ضار عبر الإنترنت بنسبة تزيد عن 50%، مما يؤدي إلى حوادث مثل هذه. في الدول العربية، حيث يزداد انتشار الهواتف الذكية بين الأطفال، يصبح من الضروري فرض قواعد صارمة للرقابة الأبوية، مثل مراقبة الوصول إلى التطبيقات وتعزيز التوعية المدرسية حول مخاطر الاتجاهات الرقمية.

في الختام، نجاة لمياء من الحروق البليغة هي شهادة حية على قوة الإرادة الإنسانية، لكنها أيضًا تحذير واضح لنا جميعًا. يجب على الآباء والأمهات أن يتفاعلوا مع عالم أطفالهم الرقمي، وأن يشجعوا على الترفيه الآمن، بينما تدعو الحكومات إلى تعزيز الرقابة على محتوى وسائل التواصل. فلنتذكر أن كل فيديو قد يكون بداية لكارثة، وأن حياة أطفالنا تستحق أكثر من مجرد “لايك” أو “مشاركة”. دعونا نحول هذه القصة إلى درس يحمي مستقبل الأجيال القادمة.