شرطة دبي تطلق مبادرة “أنا حاضر” لترسيخ ثقافة الدعم بين الموظفين
في خطوة تُعدُّ امتدادًا لالتزامها بتعزيز الروح الجماعية والرفاهية داخل مؤسساتها، أعلنت شرطة دبي عن إطلاق مبادرة “أنا حاضر”، وهي برنامج مبتكر يهدف إلى تعزيز ثقافة الدعم والتعاون بين الموظفين. في ظل التحديات السريعة التي يواجهها قطاع الأمن، تمثل هذه المبادرة نقلة نوعية نحو بناء بيئة عمل أكثر إيجابية ودعمًا، مما يعكس رؤية دبي كمركز عالمي للابتكار والتنمية البشرية.
خلفية المبادرة وأهدافها
يأتي إطلاق مبادرة “أنا حاضر” كرد فعل للتطورات الحديثة في مجال إدارة الموارد البشرية، حيث أصبح التركيز على الصحة النفسية والدعم الاجتماعي أمرًا أساسيًا لتحقيق الإنتاجية العالية. يُقصد بـ”أنا حاضر” تشجيع الموظفين على أن يكونوا حاضرين لـ”الآخر”، سواء من خلال تقديم الدعم العاطفي، أو المساعدة في المهام اليومية، أو مشاركة التجارب المهنية. يُركز البرنامج على بناء شبكات دعم داخلية، حيث يتم تشجيع الموظفين على التواصل المفتوح والمشاركة في ورش عمل وجلسات حوارية.
في حديث لوكيل شرطة دبي، أكد المسؤولون أن الهدف الرئيسي هو ترسيخ ثقافة الدعم لتكون جزءًا من الهوية المهنية للمنظمة. يقول اللواء محمد الزفيري، المتحدث الرسمي: “في شرطة دبي، نؤمن بأن الدعم المتبادل ليس مجرد خيار، بل ضرورة لمواجهة التحديات اليومية. مبادرة ‘أنا حاضر’ تستهدف تحويل البيئة العملية إلى مجتمع متكاتف، حيث يشعر كل موظف بالأمان والقيمة”. من بين الأهداف الرئيسية للمبادرة: تحسين الصحة النفسية للموظفين، تقليل معدلات الإجهاد، وتعزيز الروح الجماعية، مما ينعكس إيجابيًا على أداء الشرطة ككل.
كيفية تنفيذ المبادرة
تُنفذ مبادرة “أنا حاضر” من خلال آليات متعددة تجمع بين التكنولوجيا والتدريب التقليدي. على سبيل المثال، سيتم إطلاق تطبيق رقمي يتيح للموظفين طلب الدعم بشكل سريع وآمن، سواء كان ذلك لمساعدة في قضايا عملية أو استشارات نفسية. كما تشمل البرنامج ورش عمل دورية تركز على مهارات التواصل، إدارة التوتر، والتعامل مع الضغوط المهنية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تشجيع الموظفين على مشاركة قصص نجاحهم في “منصات الدعم” الداخلية، مما يساعد في بناء ثقافة تكافلية وتشجيعية.
في الجانب التشغيلي، تركز شرطة دبي على تكامل المبادرة مع البرامج الإدارية الحالية، مثل برامج التدريب والتقييم الدوري. هذا النهج يضمن أن يكون الدعم جزءًا من الروتين اليومي، وليس حدثًا عابرًا. كما يتم التعاون مع متخصصين نفسين وخبراء في إدارة الموارد البشرية لضمان فعالية البرنامج.
الفوائد المتوقعة وأثرها على المجتمع
من المتوقع أن تحقق مبادرة “أنا حاضر” فوائد واسعة. أولاً، على مستوى المنظمة، سيساهم البرنامج في زيادة الإنتاجية من خلال تقليل الإحباط والتوتر بين الموظفين، مما يقلل من معدلات الاستقالات ويعزز الالتزام بالعمل. ثانيًا، على المستوى الفردي، سيساعد الموظفون، خاصة أولئك الذين يتعاملون مع مهام عالية الضغط مثل الشرطة، على التعامل مع الظروف النفسية والعاطفية، مما يحسن جودة حياتهم الشخصية.
علاوة على ذلك، يمتد أثر المبادرة إلى المجتمع بشكل عام. بمجرد أن تصبح ثقافة الدعم جزءًا من عادات شرطة دبي، فإن ذلك سيرفع من كفاءة الخدمات الأمنية، مما يعني مجتمعًا أكثر أمانًا وانسجامًا. في السياق الإقليمي، تعد هذه المبادرة نموذجًا يمكن للجهات الأمنية الأخرى في المنطقة الاقتداء به، خاصة في ظل التركيز العالمي على الصحة النفسية في بيئات العمل.
الختام: خطوة نحو مستقبل أفضل
بإطلاق مبادرة “أنا حاضر”، تؤكد شرطة دبي على دورها كمؤسسة رائدة في الابتكار الاجتماعي والتنموي. في عصر يشهد تغيرات سريعة، يبرز هذا البرنامج كدليل على أن الاستثمار في البشر هو مفتاح النجاح الحقيقي. ندعو جميع المعنيين، سواء في قطاع الأمن أو الشركات الأخرى، إلى الإلهام من هذه المبادرة لبناء بيئات عمل تشجع على الدعم المتبادل. مع تطور “أنا حاضر”، من المتأكد أن شرطة دبي ستستمر في وضع معايير جديدة للتميز.
تعليقات