محافظ تعز يفتتح النسخة الأولى من مهرجان التراث في احتفالية مميزة.

في محافظة تعز، شهدت المنطقة حدثاً ثقافياً بارزاً مع افتتاح مهرجان التراث الأول، الذي يعكس جهوداً متواصلة لمدة أربعة أعوام في مجال التوثيق والإعداد الفني والمهندسي. كان هذا المهرجان خطوة نوعية نحو الحفاظ على الإرث التاريخي المحلي، حيث شمل فعاليات متنوعة تعيد إحياء التقاليد والتراث الشعبي، مع تركيز على الزيارات الميدانية التي ساهمت في تحديد أهمية هذه المواقع.

مهرجان التراث في تعز: إنجاز تاريخي

أشاد محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، بالجهود التي بذلت لجعل هذا المهرجان حدثاً ناجحاً، موضحاً أن الترميمات الشاملة لعدد من المقتنيات الأثرية قد استغرقت موارد هائلة تجاوزت مليار ريال. هذه الجهود لم تكن ممكنة دون دعم خارجي من الاتحاد الأوروبي وبرنامج التنمية الإنسانية ومجموعة هائل سعيد أنعم، بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة. يُعد هذا الدعم شاهداً على التزام العالم بالحفاظ على التراث اليمني، حيث ساهم في إعادة إحياء العديد من المواقع الأثرية التي تعكس تاريخاً عريقاً للمنطقة. كما أكد المحافظ على أهمية هذه الإنجازات في تعزيز الهوية الثقافية والتراثية للمحافظة، مشيداً بالدور الذي لعبه في تعزيز السياحة الثقافية والتعليمية.

بالإضافة إلى ذلك، أبرز المحافظ كيف أن منظمة اليونسكو قد اختارت 12 موقعاً أثرياً في مدينتي تعز والمخا ليشملها ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي. هذا الإنجاز يمثل انتصاراً للتاريخ اليمني، حيث تمكنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف من تحقيق تقدم ملحوظ رغم التحديات. يتطلب الأمر الآن استكمال الإجراءات المتعلقة بتسليم وتهيئة هذه المواقع، مع التنسيق الفعال مع الجهات المسؤولة عن التخطيط العمراني والنظافة العامة. هذا التنسيق ضروري لتنفيذ الخطط الميدانية التي ستحمي هذه الكنوز الثقافية من التلف أو الإهمال، مع الإشادة بجهود مديريتي صالة والمظفر في هذا الصدد.

الحفاظ على الآثار اليمنية

في ختام حديثه، عبّر المحافظ عن امتنانه لإدارة الآثار وإدارة المتحف الوطني على الجهود المتميزة في حماية التراث المحلي، حيث ساهمت هذه الجهود في تنظيم مهرجان بمستوى عالٍ يعكس التنوع الثقافي لتعز. يتجاوز هذا المهرجان كونه حدثاً واحداً، إذ يشكل بداية لبرامج مستمرة تهدف إلى تعزيز الوعي بالتراث، مع تشجيع المجتمع المحلي على المشاركة في الحفاظ عليه. في السنوات الأخيرة، شهدت تعز تطوراً في هذا المجال، حيث أصبحت المواقع الأثرية مراكز للتعليم والأبحاث، مما يساهم في بناء جيل جديد يقدر تاريخه. كما أن هذه الجهود تعزز الروابط الثقافية مع الدول الأخرى، مما يفتح أبواباً للتعاون الدولي في مجال التراث. باختصار، يمثل هذا المهرجان خطوة حاسمة نحو المحافظة على الإرث اليمني، مع التركيز على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تنبعث منه، مثل دعم السياحة المستدامة وتفعيل دور الشباب في هذه المبادرات. إن استمرار هذه الجهود سيكون مفتاحاً للحفاظ على هوية تعز الثقافية لأجيال قادمة.