جمارك دبي تطلق استراتيجية 2030 للذكاء الاصطناعي: خطوة نحو تحويل القطاع الجمركي
دبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 أكتوبر 2023
في خطوة تؤكد على التزام دبي بقيادة الثورة الرقمية، أعلنت جمارك دبي عن إطلاق استراتيجيتها الشاملة للذكاء الاصطناعي (AI) لعام 2030. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحويل عمليات الجمارك من خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة، مما يعزز الكفاءة، يعزز الأمان، ويوفر تجربة سلسة للتجار والمستثمرين. في ظل رؤية دبي 2030، التي تركز على جعل الإمارة مركزاً عالمياً للابتكار، تمثل هذه الاستراتيجية قفزة نوعية نحو مستقبل ذكي ومستدام.
خلفية الاستراتيجية: من التقليدي إلى الرقمي
جمارك دبي هي الجهاز الرئيسي المسؤول عن إدارة تدفق السلع والشحنات في دبي، مساهمة كبيرة في نمو الاقتصاد الإماراتي. ومع تزايد حجم التجارة الدولية، واجهت الجمارك تحديات مثل زيادة حجم الشحنات، مكافحة التهريب، والتأكد من الامتثال للمعايير الدولية. لمواجهة هذه التحديات، أطلقت الإدارة استراتيجية 2030 للذكاء الاصطناعي، التي تُبنى على أسس الرؤية الوطنية للإمارات في تعزيز الابتكار.
قال المدير العام لجمارك دبي، الشيخ أحمد بن محمد، في بيان رسمي: “إن استراتيجيتنا للذكاء الاصطناعي لعام 2030 ليست مجرد خطة، بل هي رؤية لتحويل قطاع الجمارك إلى نموذج عالمي. سنستخدم قوة التكنولوجيا لتعزيز الكفاءة بنسبة تصل إلى 50%، مما يوفر الوقت والجهد للمستثمرين ويحمي حدودنا من التهديدات.”
أهداف الاستراتيجية ومكوناتها
تركز استراتيجية 2030 على عدة محاور رئيسية، حيث يتم دمج الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب عمليات الجمارك. من بين الأهداف الرئيسية:
-
تحسين عمليات الإدارة: سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الشحنات في الوقت الفعلي، مما يتيح التنبؤ بالشحنات الواردة وتقليل وقت الإجراءات الجمركية من أيام إلى ساعات. على سبيل المثال، ستطبق تقنيات التعلم الآلي (Machine Learning) لتصنيف السلع تلقائياً، مما يقلل من الأخطاء البشرية ويزيد من دقة الإجراءات.
-
تعزيز الأمان ومكافحة التهريب: ستستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي مثل التعرف على الصور والفيديو للكشف عن المخالفات، مثل الشحنات المشبوهة أو المواد المحظورة. هذا يشمل تطوير نظم مراقبة ذكية تعتمد على البيانات الكبيرة (Big Data) لتحليل أنماط التجارة وتوقع المخاطر المحتملة.
-
دعم الاقتصاد الرقمي: تهدف الاستراتيجية إلى تسهيل التجارة الإلكترونية من خلال تكامل الذكاء الاصطناعي مع منصات الخدمات الحكومية، مثل دبي التجارة. هذا يشمل تطوير تطبيقات ذكية تساعد التجار على إكمال إجراءات الجمارك عبر الهواتف الذكية، مما يجعل دبي وجهة جذابة للاستثمار.
-
التدريب والشراكات: لضمان نجاح الاستراتيجية، ستلتزم جمارك دبي بتدريب أكثر من 2000 موظف على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى عقد شراكات مع شركات عالمية مثل جوجل ومايكروسوفت، ومؤسسات محلية مثل هيئة دبي للابتكار.
الفوائد المتوقعة وتأثيرها على الاقتصاد
من المتوقع أن تحقق استراتيجية 2030 فوائد اقتصادية كبيرة، حيث يمكن أن تزيد من حجم التجارة في دبي بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، ستساهم في خفض التكاليف التشغيلية للشركات، مما يعزز المنافسة العالمية. على مستوى الشخصي، ستوفر الخدمات الرقمية تجربة أفضل للمواطنين والمقيمين، مع الحفاظ على الحماية البيئية من خلال تقليل الكربون الناتج عن عمليات الشحن.
في سياق أوسع، تأتي هذه الاستراتيجية في خط مع رؤية دبي الاقتصادية، التي تهدف إلى جعلها أول مدينة ذكية في المنطقة. وفقاً لتقرير صادر عن هيئة دبي للتنمية الاقتصادية، فإن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم بأكثر من 100 مليار درهم في الاقتصاد المحلي بحلول عام 2030.
الخاتمة: نحو مستقبل مشرق
مع إطلاق استراتيجية جمارك دبي للذكاء الاصطناعي 2030، تؤكد الإمارة مرة أخرى على قيادتها في مجال الابتكار العالمي. هذه الخطوة لن تقتصر على تحسين القطاع الجمركي فحسب، بل ستسهم في بناء اقتصاد رقمي قوي، يدعم التنمية المستدامة. مع الالتزام بالتنفيذ الفعال، من المتوقع أن تشهد دبي قفزة كبيرة نحو المستقبل، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
لمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة موقع جمارك دبي الرسمي أو متابعة التحديثات على وسائل التواصل الاجتماعي.
تعليقات