ملتقى الشارقة الثقافي يختتم فعاليات نسخته الثانية.. احتفاء بالتراث والإبداع
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة: اختتم ملتقى الشارقة الثقافي، أحد أبرز المنصات الثقافية في الإمارات، فعاليات نسخته الثانية التي استمرت لمدة ثلاثة أيام مكثفة بالأنشطة والفعاليات الثقافية المتنوعة. ويُعد هذا الملتقى، الذي يُنظمه دائرة الثقافة في الشارقة، فرصة سنوية للاحتفاء بالتراث العربي والثقافات العالمية، معلنًا عن انتصارات جديدة في مجال الإبداع والتبادل الثقافي.
شهدت نسخة هذا العام، التي عقدت في مركز الشارقة للثقافة، مشاركة واسعة من الشخصيات الثقافية والفنية المحلية والدولية. انطلقت الفعاليات في 15 مارس 2024، بورشة افتتاحية حول “دور الثقافة في بناء المجتمع”، شارك فيها كبار الكتاب والمفكرين مثل الشاعر الإماراتي سلطان بن محمد القاسمي، رئيس الدائرة، والكاتبة الفلسطينية سوزان صلاح. وعبر المشاركون عن أهمية مثل هذه الملتقيات في تعزيز الحوار بين الثقافات، خاصة في ظل التحديات العالمية المعاصرة.
شملت البرامج الرئيسية في هذه النسخة سلسلة من الندوات والورش العملية، إضافة إلى معارض فنية وعروض موسيقية. من الجوانب البارزة، كانت ندوة بعنوان “التراث الإماراتي في عصر التكنولوجيا”، التي بحثت كيفية دمج التقاليد الشعبية مع الابتكارات الحديثة، مثل استخدام الواقع المعزز للحفاظ على الفنون اليدوية. كما أقيمت معرضًا للفنون البصرية شارك فيه فنانون من دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى أمسيات شعرية ومسرحيات قصيرة تسلط الضوء على قضايا الهوية والتنمية المستدامة.
في الختام، نظم حفل ختامي حاشد في مسرح الشارقة الرئيسي، حيث منح جوائز لأبرز المشاركين وشاركت فرقة موسيقية محلية بأداء يجمع بين التراث الإماراتي والعناصر الحديثة. أكد مدير الملتقى، محمد الزعيمي، على نجاح النسخة الثانية في جذب أكثر من 5000 زائر، موضحًا أنها تجاوزت توقعات المنظمين بفضل الشراكات مع المؤسسات الثقافية الدولية. وقال إن الملتقى ساهم في تعزيز دور الشارقة كعاصمة عالمية للثقافة، كما حصلت الإمارات على هذا اللقب عام 2019.
تلقى الملتقى إشادات واسعة من الجمهور والنقاد، الذين أشادوا بالتنوع في البرامج والتركيز على الشباب من خلال ورش عمل مخصصة للكتاب الشبابي والفن المعاصر. ومع انتهاء النسخة الثانية، أعلن المنظمون عن خطط للنسخة الثالثة في العام المقبل، مع التأكيد على توسيع الشراكات الدولية ليشمل الدول الأفريقية والآسيوية، بهدف تعزيز التبادل الثقافي العالمي.
في المحصلة، يُعد اختتام ملتقى الشارقة الثقافي نقطة تحول في مسيرة الثقافة في الإمارات، حيث يؤكد على أهمية الحفاظ على التراث مع الإبقاء على نظرة مستقبلية. ومع استمرار مثل هذه الفعاليات، تبقى الشارقة منارة للإبداع والحوار الثقافي في المنطقة العربية.
تعليقات