رغم فقدان كل ممتلكاتهم، يعود الفلسطينيون إلى منازلهم ليجدونها أنقاضًا، محتفظين بروح التفاؤل القوية.

العائدون إلى غزة يواجهون الدمار الشامل

مع إعلان وقف إطلاق النار، عاد الفلسطينيون إلى مدينة غزة ليكتشفوا أن منازلهم وممتلكاتهم قد دمرت تماماً، مما يعكس حجم الكارثة التي حلت بهم. مجدي الخور، البالغ من العمر 70 عاماً، وصل إلى حيه المدمر في غزة، حيث واجه واقعاً مراً يصعب وصفه. يروي الخور قصته قائلاً: “أريد أن أنام على الأنقاض، لكنني لا أملك حتى بطانية أو غطاءً لأحمي نفسي. ملابسي هذه هي الوحيدة التي بي، ولا أستطيع تغييرها أو الاستحمام. أريد الذهاب إلى المرحاض، لكنني لا أجد مكاناً مناسباً. أين يمكنني الذهاب في هذا الوضع المأساوي؟” هذه الكلمات تعبر عن اليأس العميق الذي يشعر به العديد من السكان، الذين يعودون إلى ما يشبه الخراب التام، حيث تلاشت كل معالم الحياة اليومية. الانسحاب الإسرائيلي وسريان وقف إطلاق النار كانا خطوات مهمة نحو الهدوء، لكنها لم تعدل من الواقع القاسي الذي ينتظر العائدين، حيث تحولت المنازل إلى أكوام من الركام، مما يثير تساؤلات حول كيفية إعادة البناء واستعادة الاستقرار.

الرجعة إلى قطاع غزة وسط الخراب الواسع

لا يقتصر الأمر على مجدي الخور وحده، فمئات الآلاف من الفلسطينيين بدأوا في العودة إلى منازلهم في شمال غزة، سائرين على الطريق الساحلي نفسه الذي كانوا قد هربوا من خلاله قبل أسابيع بسبب تقدم القوات الإسرائيلية. هذه الرحلة المنعكسة تعيد إلى الأذهان صور الخوف والفرار، لكنها الآن مليئة بالأمل المختلط باليأس. عبد أبو سلامة، أحد النازحين، يعبر عن هذا الشعور قائلاً: “سنذهب الآن لنرى منازلنا، ونأمل أن نجدها قائمة رغم أن كل ما حولها قد دمرت، والأطفال قتلوا في تلك الأحداث. إن شاء الله، سنجد أشخاصاً آخرين سالمين معافين، يمكنهم مساعدتنا في مواجهة هذا الوضع.” هذه القصص الشخصية تكشف عن صلابة الروح البشرية في مواجهة الكوارث، حيث يحاول الناس إعادة حياتهم رغم الدمار الذي يحيط بهم. في قطاع غزة، أصبحت العودة تحدياً يومياً، فالطرق مليئة بالحطام، والمباني المهدمة تحولت إلى ذكريات مؤلمة لأيام الصراع. الكثير من العائلات فقدت مصادر رزقها، ووجدت نفسها في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية لمواجهة نقص الطعام والمأوى والرعاية الصحية. هذا الواقع يبرز كيف أصبح الدمار جزءاً من الحياة اليومية، حيث يجمع الأهالي بقايا متفرقة من أمتعتهم، محاولين بناء شيء ما من العدم. الرجعة إلى قطاع غزة ليست مجرد عودة جسدية، بل هي مواجهة لجروح نفسية عميقة، حيث يعاني الأطفال والكبار من آثار التراجيديا التي مرت عليهم. في الوقت نفسه، تبرز حكايات التعاون بين السكان، حيث يساعد بعضهم البعض في البحث عن مكان آمن أو في جمع الموارد القليلة المتاحة. هذه القصص تعزز الروايات عن صمود الشعب الفلسطيني، الذي يواجه تحديات كبيرة لكنه يتمسك بالأمل في غد أفضل، رغم الظروف القاسية التي تحيط بهم.

مع استمرار العودة، يبرز الوضع الإنساني كأولوية، حيث يحتاج السكان إلى دعم فوري لإعادة تأهيل المناطق المتضررة. الدمار الواسع يعني أن الجهود لإعادة الإعمار ستكون طويلة الأمد، مع الحاجة إلى إمدادات غذائية وطبية ومساكن مؤقتة. هذه اللحظة تكشف عن أهمية التعافي الشامل، حيث يسعى الناس إلى استعادة حياتهم العادية، رغم التحديات. في نهاية المطاف، يمثل هذا الواقع فرصة للتفكير في سبل بناء سلام دائم يمنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.