يواجه الفتيان المراهقون في عصرنا الرقمي تحديات كبيرة من خلال استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتعرضون إلى محتوى يروج لمفاهيم محددة عن الرجولة، مما يؤثر على صحتهم العاطفية والنفسية. دراسة حديثة كشفت أن 73% من الفتيان يشاهدون بانتظام محتوى يتعلق بـ”الرجولة الرقمية”، ويشمل ذلك منشورات حول القتال، بناء العضلات، وكسب المال، مما يزيد من شعورهم بالوحدة ويقلل من احترام الذات. كما يؤدي هذا التعرض إلى جعلهم أكثر ميلاً لإخفاء عواطفهم، مثل عدم التعبير عن الخوف أو البكاء، وذلك بناءً على استطلاع شمل أكثر من 1000 فتى في الولايات المتحدة.
تأثير الرجولة الرقمية
من الملاحظ أن الفتيان غالباً ما يتلقون هذا المحتوى دون البحث عنه بنفسهم، حيث تشير الدراسة إلى أن 68% منهم يجدون هذه المنشورات تظهر تلقائياً على صفحاتهم بفضل الخوارزميات. هذا المحتوى يشمل أيضاً رسائل حول صورة الجسد، حيث يشاهد 91% من الفتيان مواد تتحدث عن الملابس أو الجمال، مما يجعلهم يشعرون بضرورة تغيير مظهرهم بنسبة أربعة أضعاف مقارنة بغيرهم. بالإضافة إلى ذلك، يتعرض 69% منهم إلى محتوى يعزز أدواراً نمطية بين الجنسين، مثل تصوير الفتيات بطريقة تقلل من قيمتهن، مما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على نظرتهم للعلاقات. الخطر الأكبر هو أن هذه الرسائل المنتشرة قد تكون مرتبطة بمشكلات حقيقية مثل العنف، خاصة في مرحلة المراهقة الحساسة التي تشكل الهوية.
التحديات الرقمية للذكورة
للحد من هذه التأثيرات، يمكن للوالدين أن يساعدوا أبناءهم من خلال مناقشة ما يشاهدونه على وسائل التواصل، مع تعليم الفتيان التساؤل حول المحتوى الذي يتلقونه. على سبيل المثال، يجب تشجيعهم على مراجعة ما إذا كانت هذه الرسائل دقيقة، خاصة عند تكرارها أو حصولها على إعجابات كثيرة، حيث قد تكون مقنعة وغير مبنية على الحقيقة. كما يُنصح ببناء نماذج إيجابية في الحياة الواقعية، مثل تشجيع التعبير عن المشاعر من خلال الأهل أو المدربين، ودعم المشاركة في أنشطة مجتمعية مثل الرياضة أو المسرح لتعزيز التواصل الإيجابي. من المهم أيضاً أن يشعر الفتيان بالأمان أثناء هذه المحادثات، كتناولها في أماكن مريحة مثل السيارة. بهذه الطرق، يمكن للمراهقين بناء هويتهم بشكل صحي، مع تطوير مهارات للتعامل مع المعلومات المضللة، مما يساعد في الحد من الآثار السلبية وتعزيز الصحة النفسية، خاصة في عالم يغص بالتأثيرات الرقمية. هذا النهج المتوازن يضمن أن يتمكن الفتيان من التمييز بين الواقع والافتراء، مما يعزز من نموهم الشخصي. في النهاية، يظل التركيز على بناء مجتمعات قوية وعلاقات حقيقية هو المفتاح لمكافحة تأثيرات وسائل التواصل السلبية.
تعليقات