مجلس إرثي يحتفي بـأكتوبر الوردي عبر ورش تفاعلية
مقدمة: احتفاء بالصحة والتراث في شهر الأمل
في كل أكتوبر من كل عام، يتحول العالم إلى لون وردي متحد، ليذكّرنا بأهمية الوعي بمرض سرطان الثدي، الذي يُعدّ السبب الرئيسي للوفيات بين النساء في العديد من البلدان. هذا الشهر، المعروف بـ”أكتوبر الوردي”، لم يعد مجرد حملة عالمية، بل فرصة للتأمل في دور المجتمع في دعم الوقاية والعلاج. في هذا السياق، أطلق مجلس إرثي، المنظمة الثقافية والاجتماعية البارزة، سلسلة من الورش التفاعلية للاحتفاء بهذا الشهر، مبرزًا كيف يمكن دمج التراث الثقافي مع قضايا الصحة العامة. تهدف هذه الورش إلى تعزيز الوعي، تشجيع الفحوصات المبكرة، وتشجيع المشاركة الجماعية، مما يجعلها حدثًا فريدًا يجمع بين الترفيه والتعليم.
ما هو مجلس إرثي ودوره في هذا الحدث؟
يُعد مجلس إرثي مؤسسة غير ربحية متخصصة في حفظ التراث الثقافي والتاريخي للشعوب، مع التركيز على دمج القيم التقليدية مع قضايا معاصرة. تأسس المجلس قبل عقد من الزمان، وهو يعمل على تنظيم الفعاليات الثقافية التي تعزز الوعي الاجتماعي. في هذا العام، اختار المجلس الاحتفاء بـ”أكتوبر الوردي” كجزء من برنامجه السنوي، مما يعكس التزقه بتعزيز الصحة النفسية والجسدية ضمن سياق ثقافي.
قال الدكتور أحمد الزيادي، رئيس مجلس إرثي: “نؤمن في المجلس بأن التراث ليس مجرد قصص مضى زمانها، بل أداة حية للتغيير. من خلال ورشنا التفاعلية، نهدف إلى جعل الوعي بسرطان الثدي جزءًا من حياتنا اليومية، مستلهمين من تقاليدنا الشعبية لننشر رسالة الأمل والوقاية.”
تفاصيل الورش التفاعلية: تجربة شاملة وملهمة
نظّم مجلس إرثي سلسلة من الورش المتعددة، استمرت على مدار أسبوعين في مركز التراث الثقافي بالعاصمة، حيث تم دمج العناصر التفاعلية لجعل الاحتفاء أكثر جاذبية. كانت هذه الورش مفتوحة للجميع، بما في ذلك النساء، الرجال، والشباب، وشملت أنشطة متنوعة تتراوح بين التعلم التقليدي والتجربة الفنية. إليك نظرة على بعض الورش الرئيسية:
-
ورشة الوعي الصحي والوقاية: بدأت هذه الورشة بمحاضرة تعليمية من قبل أخصائيات طبيات، حيث ناقشت أسباب سرطان الثدي، أهمية الفحوصات الدورية، وكيفية اكتشاف الأعراض المبكرة. لكن ما جعلها تفاعلية هو الجزء العملي، حيث قام المشاركون بتجربة تمارين عملية لفحص الذات، مع استخدام أدوات تعليمية بسيطة. كما تم دمج قصص تراثية، مثل حكايات النساء القديمات اللواتي احتملن الصعاب، لإلهام الجمهور على الصمود أمام التحديات الصحية.
-
ورشة الفنون التشكيلية للتعبير: في هذه الورشة، التي قادها فنانون معروفون، كان المشاركون يستخدمون الرسم والحرف اليدوية للتعبير عن تجاربهم الشخصية مع الوعي بالسرطان. استخدمت الألوان الوردية كرمز رئيسي، حيث رسم الجميع لوحات تعكس رسالة الأمل. هذا النشاط لم يقتصر على التعلم، بل ساهم في تخفيف الضغوط النفسية، كما أن المنتجات الفنية تم عرضها في معرض خاص لجمع التبرعات لمؤسسات مكافحة السرطان.
-
ورشة التمارين الرياضية والصحة النفسية: ركزت هذه الورشة على أهمية النشاط البدني في الوقاية من الأمراض، مع جلسات من اليوغا والتمارين الخفيفة. تم دمج عناصر تراثية مثل الألعاب الشعبية التقليدية لتشجيع التفاعل، إذ شجع المدربون المشاركين على مشاركة قصصهم الشخصية. كما شملت جلسات دعم نفسي بقيادة خبراء، حيث ناقش المشاركون كيفية مواجهة الخوف من التشخيص.
شهدت هذه الورش مشاركة كبيرة، حيث تجاوز عدد الحضور 500 شخص، بما في ذلك ناشطين صحيين وأفراد من الجمهور العام. كان التفاعل المباشر هو المفتاح، حيث سمح للمشاركين بطرح أسئلتهم ومشاركة تجاربهم، مما خلق جوًا داعمًا ومشجعًا.
الآثار والتأثيرات: نحو مستقبل أكثر وعيًا
أثبتت فعاليات مجلس إرثي أن دمج الثقافة مع الوعي الصحي يمكن أن يغير حياة الأفراد. وفقًا لتقرير المجلس، ساهمت الورش في زيادة معدل الفحوصات الطبية بين المشاركين بنسبة 30%، كما تم جمع تبرعات تجاوزت قيمتها 10,000 دولار لصالح منظمات مكافحة السرطان. هذا الحدث لم يكن مجرد احتفاء، بل خطوة نحو بناء مجتمع أكثر وعيًا وتضامنًا.
في الختام، يظل “أكتوبر الوردي” رمزًا للأمل، ومبادرات مثل تلك التي قام بها مجلس إرثي تذكرنا بأن الوقاية مسؤولية مشتركة. ندعو الجميع إلى المشاركة في أنشطة مشابهة في المستقبل، فالوعي ليس حدثًا عابرًا، بل نمط حياة. للمزيد من المعلومات عن أنشطة مجلس إرثي، يمكن زيارة موقعه الإلكتروني. فلنتحد معًا لنصنع عالمًا أكثر أمانًا وصحة للجميع.
تعليقات