كاليفورنيا تُصبح أول ولاية تحظر الأغذية فائقة المعالجة في المدارس!

في خطوة تاريخية تهدف إلى تعزيز صحة الأطفال، أقرت ولاية كاليفورنيا قانونًا يمنع الأغذية فائقة المعالجة داخل مدارسها العامة، مما يمثل أول مثل هذا التشريع في الولايات المتحدة. يركز هذا القانون، الذي يعرف نفسه بـ”قانون الغذاء الحقيقي للأطفال الأصحاء”، على تحسين خيارات الوجبات اليومية لملايين الطلاب، مع التركيز على تقليل الإدمان على المنتجات الغنية بالإضافات الكيميائية غير الصحية.

حظر الأغذية فائقة المعالجة في المدارس

يتعهد هذا القانون بإدخال تغييرات تدريجية بدءًا من العام الدراسي 2025–2026، حيث يتم تقديم أكثر من مليار وجبة سنويًا في مدارس كاليفورنيا. يحدد التشريع الأغذية فائقة المعالجة على أنها تلك التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات المضافة، الدهون المشبعة، الملح، بالإضافة إلى المواد مثل المحليات الصناعية، المثبتات، محسنات النكهة، والأصباغ الكيميائية. هذا التحديد يهدف إلى تقليل المنتجات الأكثر ضررًا، حيث ستعمل السلطات الصحية والعلماء على تحديدها واستبعادها تدريجيًا من قوائم الوجبات. كما يمنح القانون صلاحيات لمنع أي منتج يحتوي على مواد مضافة محظورة في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، مما يعزز المعايير الصحية العالمية. بهذه الطريقة، تهدف كاليفورنيا إلى تعزيز نظام غذائي أكثر توازنًا للطلاب، مع التركيز على خيارات طبيعية وأقل معالجة.

في السياق الواسع، تبرز هذه الخطوة كمسعى وطني رائد، حيث لا توجد في معظم دول العالم تعريفات قانونية واضحة لهذه الفئة من الأغذية. يأتي هذا التشريع كرد فعل للإحصاءات المهمة التي تشير إلى أن غالبية السعرات الحرارية اليومية للأطفال الأمريكيين تأتي من الأطعمة فائقة المعالجة، والتي غالبًا ما تكون غنية بالسكريات والدهون والملح. هذا النمط الغذائي المقلق يرتبط ارتباطًا وثيقًا برفع معدلات السمنة، أمراض القلب، السكري، والكبد الدهني بين الأطفال والمراهقين. في ظل هذه التحديات، تقف كاليفورنيا في مقدمة الجهود لإصلاح النظام الغذائي الوطني، مما يعكس التزامًا أكبر باتخاذ إجراءات عملية بدلاً من الاقتصار على النقاشات النظرية.

مكافحة الطعام المعالج زائدًا

يؤكد هذا القانون على دور كاليفورنيا كقائدة في مجال الصحة العامة، خاصة في حماية الأجيال الشابة. قال أحد الداعمين الرئيسيين للتشريع أن هذه الخطوة تتجاوز الكلام لتأمين تغذية آمنة، مما يحمي مستقبل الأطفال من مخاطر الطعام غير الصحي. مع تطبيق هذا القانون، من المتوقع أن تشهد المدارس تحولاً نحو وجبات أكثر طبيعية، مما يشمل الفواكه الطازجة، الخضروات، والحبوب الكاملة، بدلاً من الوجبات الجاهزة المعالجة. هذا التحول ليس مجرد تغيير في القوائم الغذائية، بل يمثل نقلة في الوعي العام حول أهمية الغذاء السليم للصحة الجسدية والعقلية. في السنوات القادمة، من المتأمل أن يلهم هذا القانون ولايات أخرى لاتباع نهج مشابه، مما يعزز من الجهود الجماعية لمكافحة تأثيرات الطعام المعالج زائدًا على الصحة العامة. بشكل عام، يعد هذا التشريع خطوة حاسمة نحو بناء مجتمع أكثر صحة واستدامة، حيث يركز على الوقاية من خلال التغذية السليمة.