قصف عنيف من قوات الدعم السريع يؤدي إلى مقتل عشرات الأشخاص في مراكز الإيواء بمدينة الفاشر

في الآونة الأخيرة، شهدت مدينة الفاشر في السودان تفاقماً دراماتيكياً للصراعات المسلحة، حيث أفادت تنسيقية لجان المقاومة بأن هجمات قوات الدعم السريع على مراكز الإيواء ومنشآت تعليمية أسفرت عن خسائر فادحة بين المدنيين. وفقاً للبيان الصادر، فإن هذه الهجمات، التي وقعت يومي الجمعة والسبت، استهدفت بشكل مباشر الأبرياء من الأطفال والنساء والكبار في السن، مما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص واحتراق بعضهم داخل كرفانات الإيواء. كما أسست هذه الأحداث إلى انهيار مبان وترك جثث تحت الأنقاض، مما يعكس عمق الكارثة الإنسانية التي تجتاح المنطقة.

هجمات قوات الدعم السريع في الفاشر

أكدت التنسيقية في بيانها أن الهجمات كانت انتقامية ومخططة استراتيجياً، حيث استخدمت مسيرات عسكرية لقصف المناطق السكنية، مما نتج عنه سقوط مئات القتلى والجرحى. هذا الوضع لم يقتصر على الضرر البشري، بل أدى إلى تفاقم أزمة إنسانية شاملة، حيث بات سكان الفاشر يواجهون مخاطر القتل اليومي إما بسبب القصف أو نقص الغذاء والدواء. الواقع الحالي يوصف بأنه يقترب من الإبادة الجماعية، مع فقدان أكثر من ثلاثين حياة بريئة يومياً، وهو ما يبرز الفشل الدولي في التصدي لهذه المأساة.

اعتداءات في دارفور الشمالية

أمام هذه التطورات، دعت التنسيقية المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لوقف القصف وحماية المدنيين، معتبرة أن صمت العالم يشكل دعماً ضمنياً لاستمرار هذه الجرائم. منذ مايو 2024، تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مما أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية وتفاقم معاناة السكان في ظل القتال المستمر داخل الأحياء. هذا الوضع يأتي في سياق الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي خلقت دماراً واسعاً وأدت إلى نزوح ملايين الأشخاص. الآن، تحولت الفاشر إلى ساحة قتال دائمة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، مما يهدد حياة آلاف العائلات. هذه الأحداث تخلق صورة مأساوية لأزمة إنسانية مترابطة مع الصراعات السياسية والعسكرية، وتدعو إلى ضرورة التدخل الدولي لإنهاء هذا الكابوس وإعادة السلام إلى المنطقة، مع التركيز على حماية الحقوق الإنسانية وضمان توفير المساعدات الإغاثية. يبقى الأمل في أن يؤدي الضغط الدولي إلى وقف العنف وإعادة بناء المجتمعات المتضررة.