أعلنت إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية وقفاً أرضياً للرحلات في مطار هارتسفيلد جاكسون بأتلانتا، وذلك بسبب رائحة غاز مشبوهة أجبرت على إخلاء المطار. هذا الحادث يأتي في سياق أزمة أوسع تجتاح قطاع الطيران الأمريكي، حيث يعاني المطارات من نقص حاد في الموظفين نتيجة الإغلاق الحكومي الفيدرالي، مما أدى إلى تأخير آلاف الرحلات الجوية عبر الولايات المتحدة، وتعطيل جدول الرحلات يومياً.
الإغلاق الفيدرالي وتأثيره على حركة الطيران
مع استمرار الإغلاق الحكومي، يواجه مراقبو الحركة الجوية صعوبات كبيرة، حيث يستمرون في العمل دون تقاضي أجورهم، مما يعرض سلامة الرحلات للخطر. أكدت الإدارة الطيرانية على وجود مشكلات توظيفية في مطارات مثل شيكاغو، لاس فيغاس، ناشفيل، وفيلادلفيا، بالإضافة إلى مراكز مراقبة جوية في أتلانتا، بوسطن، دالاس، وهيوستن. في كاليفورنيا، شهد مطار هوليوود بيربانك إلغاءً واسعاً للرحلات، مع تأكيد الإدارة أن برج المراقبة هناك خالٍ تماماً من الموظفين بسبب الإغلاق.
التحديات الناتجة عن التوقف الحكومي
أعلن وزير النقل الأمريكي شون دافي ارتفاع معدلات غياب مراقبي الحركة الجوية بسبب المرض منذ بدء الإغلاق، مما يعزز مخاوف من تكرار الفوضى التي شهدتها صناعة الطيران خلال إغلاق عام 2019. آنذاك، أدى النقص الشديد في العاملين إلى اضطرابات كبيرة في حركة الطيران، دفع الرئيس دونالد ترمب لإنهاء الإغلاق بعد 35 يوماً فقط. اليوم، يتفاقم الوضع مع تضاعف تأثيرات الإغلاق على الاقتصاد، حيث تعاني شركات الطيران من خسائر مالية هائلة بسبب الإلغاءات والتأخيرات، ويتعرض الركاب لصعوبات في التخطيط لرحلاتهم، مما يؤثر على قطاعات أخرى مثل السياحة والأعمال التجارية.
في الواقع، يُعد نقص الموظفين في الطيران تعبيراً عن أزمة أكبر في الإدارة الحكومية، حيث تؤثر القيود المالية على القدرة على توظيف وتدريب كوادر جديدة. على سبيل المثال، في نيوجيرسي، كشف مؤتمر صحفي في مطار نيوآرك عن زيادة في حالات الإرهاق بين الموظفين العاملين، الذين يعملون ساعات إضافية دون تعويض. هذه المشكلات لم تقتصر على المطارات الكبرى، بل امتدت إلى المراكز الإقليمية، حيث أدت إلى تأخير الشحنات الجوية وإرباك جدول الرحلات الداخلية. مع ذلك، تسعى الإدارة للعثور على حلول سريعة، بما في ذلك زيادة الدعم المالي للطيران، لكن الجدل السياسي يعيق تقديم حل نهائي. في نهاية المطاف، يظل السؤال مطروحاً عن كيفية تجنب كارثة طيرانية كبيرة في ظل هذه الظروف، مع ضرورة تعزيز الجهود لتعزيز السلامة والكفاءة في القطاع.
تعليقات