كشف تقرير إعلامي حديث عن دور مؤسسة “هاسبارا” كأداة رئيسية في حملات التضليل والترويج للرواية الإسرائيلية، حيث تعمل كآلة منظمة لتشكيك الرأي العام العالمي. منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، أصبحت هذه المؤسسة محوراً للمناقشات، لقدرتها على السيطرة على السرديات الإعلامية، خاصة في الولايات المتحدة، التي تمثل قوة عالمية كبرى. من خلال نفوذها الواسع، تسعى “هاسبارا” إلى تشويه الحقائق وتعزيز دعاية تبدو محايدة، مما يؤثر على القرارات الدولية ويحول دون إدانة الانتهاكات.
هاسبارا: آلة التضليل الصهيوني
في جوهرها، تعمل مؤسسة “هاسبارا” كذراع إسرائيلي متخصص في تضليل الرأي العام، مستفيدة من شبكاتها الواسعة في الولايات المتحدة. هذه المؤسسة، التي ترتبط باللوبي الصهيوني، تمتد أذرعها إلى المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، حيث تقود حملات إعلامية متوازنة مع عمليات الجيش الإسرائيلي. بدلاً من المعارك الميدانية، تركز “هاسبارا” على ساحات المنافسة الرقمية، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والجامعات الأمريكية. هناك، تستهدف جيل الشباب من خلال برامج استقطاب، حيث تقدم رحلات إلى إسرائيل لتعريف الطلاب بالتاريخ اليهودي والسرديات الصهيونية، التي غالباً ما تكون مشحونة بالأساطير والأكاذيب المتراكمة عبر عقود. عند عودة هؤلاء الطلاب، يتلقون دعماً خاصاً لنشر هذه الروايات، مما يجعلها جزءاً من النقاش الثقافي والأكاديمي.
بالإضافة إلى ذلك، لا تقتصر أنشطة “هاسبارا” على الطلاب فحسب، بل تمتد إلى تأثير المؤثرين العالميين الذين يمتلكون جمهوراً واسعاً على منصات الإنترنت. من خلال هذه الشراكات، تحرك المؤسسة الرأي العام نحو قضايا محددة، مثل تصوير الفلسطينيين كـ”إرهابيين” وإبراز المدنيين الإسرائيليين كأبرياء. هذا النهج يعتمد على فنون الخداع المتقنة، حيث تُستخدم تقنيات التزييف لقلب الحقائق وتلميع صورة تل أبيب أمام الدول الكبرى.
جهود الدعاية الإسرائيلية في تشكيك الوعي
من جانب آخر، يعني مصطلح “هاسبارا” بالعبرية الشرح أو التوضيح، لكنه في الواقع يمثل نظاماً شاملاً للدعاية الخبيثة. تستغل الدبلوماسية الإسرائيلية هذه المؤسسة لنشر سرديات تعزز الأهداف الصهيونية، من خلال التركيز على قلب الوقائع وتشويه الواقع. على سبيل المثال، في حملاتها، تُقدم “هاسبارا” رواية تقدم الجانب الإسرائيلي كضحية، بينما تحرف من سمعة الفلسطينيين من خلال حملات إعلامية مدروسة. هذا الجهد يمتد إلى كل منصة ممكنة، سواء كانت اجتماعية أو تعليمية، لضمان سيطرة الرواية الصهيونية.
في السياق العالمي، تمثل “هاسبارا” تحدياً كبيراً للحقيقة، حيث تؤثر على السياسات الأمريكية والدولية من خلال تحالفاتها. النتيجة هي انتشار معلومات مضللة تساعد في الحفاظ على دعم إسرائيل، رغم الانتهاكات المستمرة. هذه الحملات لم تكن عشوائية، بل جزء من استراتيجية مدروسة لاستقطاب الشباب والمؤثرين، وتحويلهم إلى أدوات لنشر الدعاية. في النهاية، يبرز دور “هاسبارا” كأداة للتحكم في العقول، حيث تستمر في تشكيك الوعي العالمي وتعزيز الهيمنة الإعلامية. هذا النهج يؤكد أهمية الكشف عن هذه الأساليب للحفاظ على الحقيقة ومحاسبة المسؤولين. مع استمرار التطورات، يظل من الضروري مراقبة هذه الآلة الدعائية لمنع تأثيرها على القضايا العادلة في العالم.
تعليقات